علي الحجي

حسام الحزم.. ونعاج الفساد!

الأربعاء - 15 نوفمبر 2017

Wed - 15 Nov 2017

لن ينسى أحد زلزال مكافحة الفساد الذي أطلقته القيادة قبل أيام قليلة، والذي هز أركان الفاسدين دون أي اعتبار لمكانتهم الاجتماعية أو قدراتهم المادية أو شبكاتهم المتصلة.

الفساد الذي نهب خيرات البلاد واستغل الطفرة المفاجئة، وبدلا من أن يكون أداة بناء تحول لسوسة متطفلة تنخر جسد الوطن وتنهب خيراته، فأحالته إلى وطن هش، بمشاريع مهترئة، وخطط مختلة، وأنظمة مطاطية يعتاش منها صناعها فقط.

لا أحد يستطيع تصور حجم ما نهبه الفساد من خيرات البلاد، مستغلين بذلك حالة الذهول والتخبط التي أحدثتها الطفرة النفطية، فأسسوا وطنهم العائلي الضيق على حساب الوطن الكبير، وأسسوا لأنفسهم مخارج ومآوي خارج الوطن ليلجؤوا إليها بعد أن تنتهي الكعكة.

لا أحد أكثر سعادة بهذا الزلزال من المواطن الحقيقي الذي لا وطن له غير المملكة العربية السعودية التي سقاها أجداده بدمائهم قبل عرقهم، ولا أحد أكثر تأثيرا في إحداث هذا الزلزال من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي بطش ببصيرة في كل اتجاه يجد فيه خللا من شأنه إعاقة سير سفينة البلاد نحو التنمية، ولا أحد أكثر رعبا وحسرة من عصابات السلب والنهب التي ظنت أن الحفلة مستمرة، وأن الكعكة ما زالت آمنة، ليفاجؤوا بحسام الحزم يقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ويبتر دابرهم، فالوطن أكبر من الجميع.

ليلة الأحد الرابع من نوفمبر هي عيد يضاف لأعياد متواترة تستحق أن تخلد، فبها عادت السفينة لمسار النماء، وقطع دابر اللصوص والمنتفعين، والبقاء للوطن.

للأسف بعض الخونة أقسموا أمام الملك قسم الولاء، فخانوا عهدهم ونكثوا وعدهم وسرقوا ما استؤمنوا عليه، وإن لم تكن هذه هي الخيانة فما هي إذا؟!

ما من خائن ولا فاسد إلا وقد أمن نفسه باستثمارات ومنازل وقصور في الخارج يقفز إليها إذا غرقت السفينة، ولم يضع ضمن الخطة أن هناك شبلا سليل أسود سيحيل خططه إلى قصاصات ورق تذروها الرياح، وهذا ما سخره الله لهذا الوطن في هذا الوقت الحساس. ولله الحمد من قبل ومن بعد.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال