أين مكان البريد؟!

بالضبط هذا ما حدث لي أثناء حضوري دورة تدريبية بعنوان «التعلم النشط» أقامتها وزارة التعليم. كنت قد هممت بتنفيذ ما طلبته المدربة، فإذا بسؤال يقطع عملي من معلمة تجلس بجانبي «ما هو البريد الالكتروني؟ وكيف أذهب إليه؟!».

كشفت دراسة استطلاعية عام 2013 أن 80% من المعلمات يواجهن العديد من المشاكل أثناء قيامهن بتفعيل التعليم الالكتروني للطالبات. والجدير بالذكر أن مزايا الحاسب لا حصر لها، فهو يساهم في تعليم فئات متعددة من الموهوبين وضعيفي التعلم، ويوفر طرقا جديدة في معرفة الآباء لمستوى أبنائهم وبصورة فورية، بالإضافة إلى تقديمه لعنصر التشويق والتسلية في الموقف التعليمي، ومساعدته في تثبيت وتقريب المفاهيم للمتعلمين عن طريق تقديم رسوم أو عروض توضيحية، وأيضا يخرجهم من روتين الحفظ والتلقين إلى العمل والممارسة، تماشيا مع المثل الصيني القائل «ما أسمعه أنساه، وما أراه أتذكره، وما أعمله بيدي أتعلمه».

في دراسة أجريت عام 2002 في تايوان لطلاب المرحلة الثانوية في مادة العلوم، أظهرت النتائج أن الطلبة الذين درسوا باستخدام طريقة حل المشكلات بواسطة الحاسب نالوا درجات أعلى من زملائهم الذين تعلموا بطريقة المحاضرة والمناقشة. كما أثبتت دراسة أخرى أن نسبة كبيرة من الطلبة في بريطانيا يشعرون بأهمية استخدام الحاسب كأداة في تعليم اللغة الإنجليزية، وأن المهارات اللغوية تحسنت بشكل ملحوظ.

والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف نوظف الحاسب بطريقة فعالة في تعليمنا وما زال البعض منا يعاني صعوبة في استخدامه والتعامل معه؟!

ومن هنا أناشد الوزارة بضرورة إقامة دورات تدريبية في استخدام الحاسب، وبرامج مكثفة في المدارس ليتسنى للجميع الحضور والاستفادة والقيام بالتطبيق والممارسة الفعلية لهذه البرامج، وأن تضيف دورا إيجابيا لمعلمي ومعلمات الحاسب، وهو الإسهام بدورات تعليمية في استخدام الحاسب وتطبيقاته في الميدان التعليمي، وتكون بشكل مستمر وفي مراحل زمنية مختلفة، حتى تواكب التطور الحاصل في مجال التقنية، وكما قيل «اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد»، فلا تنتظر أيها المعلم الطموح ظروفا أو زمانا لتتعلم..! ابدأ من الآن.