الأرض للبيع!

الخميس - 09 نوفمبر 2017

Thu - 09 Nov 2017

عزيزي القارئ لن تجد في هذه الكلمات شيئا يوحي لك بأنني تاجر عقار يحتسي شايا تحت مظلة بمخطط ناشئ، ولست ذلك المفتون بامتلاك الأراضي، المتيم باقتناء الصكوك أو الصقور لا فرق! ولن أرفق لك خارطة طريق تنبؤية للسوق العقاري! فأنا ولله الحمد عاشق لأرض وطني الكبيرة فقط، وأؤمن كثيرا بالتخصص حتى بالأحلام. من الجنون تبني حلم لأحدهم لمجرد إعجابي به! لذلك لن أفتي لك بشيء أجهله كما يفعل كثيرون، أولئك الذين لا يعرفون نطق كلمة «لا أعلم» البليغة، فتراهم هائمين بلا بوصلة، سلاحهم بث التشاؤم في نفوس الآخرين! وبما أنني سعيد بجهالتي في العقار وشؤونه، استوقفني منظر خلاب ربيعي الملامح، بدأت بوادر بذوره تطل برؤوسها في مساحات المدن القاحلة، حتى أينعت ثمارها لوحات ولوحات بمختلف الألوان والأسماء، اسمها «الأرض للبيع»، ولأنني أعشق رؤية النباتات الخضراء وهي تشق الأرض الجرداء وتخرج غير مكترثة للجفاف والتصحر حتى تعلن عن نفسها حتم الموقف علي «الانبطاح» أمام أحدها متأملا بسعادة وشغف كطفل يشاهد التلفاز! القشعريرة تدب بجسدي وأنا أشاهد المزيد والمزيد من حفلة تلك اللوحات النابتة على تلك الأراضي الجرداء، أتحسسها وأنا سائر بكلتا عيني كمن يبحث عن مخيم أصدقائه بين مئات المخيمات، وأتباهى بعدالة الزمن وحكمة قرار فرض الرسوم على الأراضي البيضاء، لأن الوطن العظيم انتصر أخيرا على ديمومة الجشع التي فرضها تجار التراب ومهندسو الاحتكار لسنوات، حتى بات العثور على أرض أصعب من تأمين مبلغها! رائعة هي القرارات التي تعيد الأشياء لأماكنها الصحيحة لتعود الصورة مذهلة.. وحفظ الله الوطن.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال