حالنا الحالي

الاحد - 05 نوفمبر 2017

Sun - 05 Nov 2017

لقد آلمني أن يتصدر خبر مفبرك ومسيء، وبنفس اليوم هناك خبر مشرف وناجح، ولم يتصدر الأخبار! ولهذا فقد عدت للكتابة وكتبت عنه وهو موضوع مستهلك إلا أن الألم الذي راودني وجعلني أتأمل فيه أيقنت بأهميته وأنه يجب علي الكتابة عنه.

وذكرتني هذه الحادثة بعبارة قرأتها بكتاب الإنسان يبحث عن معنى، هذه مفادها «أن الإنسان يحب أن يكون له شأن فإن لم يحصل عليه بعمل مشرف فإنه سيلجأ إليه بعمل إجرامي، المهم أن يشتهر ويعلو صيته»!

بالإضافة إلى أن شهرة بعض المشاهير الأغنياء الذين بنوا ثروتهم من الإعلانات أو من توفير مالهم وتناول الطعام وارتداء الملابس واقتناء الكماليات والسفر وممارسة جميع الأنشطة بلا مقابل، دفعت الكثير إلى محاولة الشهرة بأي شيء حتى يحصلوا على هذه العيشة الكريمة بظل الترقب والقلق من المستقبل القريب!

وهذا ملاحظ وبكثرة، فمع نشأة مواقع التواصل ازداد معدل الجريمة كون أن من فيها يبحثون عن مثل هذه الأخبار ويتداولونها بكثرة بعكس الأحداث الإيجابية التي تحصل! حتى إن البعض ازدادت شهرته من مجاهرته بمعصيته، والبعض لم يشتهر إلا بعد مجاهرته! ونرى بالمقابل أن الأشخاص الناجحين قليلو المتابعة مقارنة مع التافهين، وقد يصابون بالإحباط وما يلي الإحباط من أمراض وأعراض، بسبب أن جهودهم لم يستفد منها كثيرا بقدر تعبهم عليها! وبمقابل كل هذا فإننا دائما ما نتحسر ونقارن المجتمعات الغربية التي لا نعلم عنها إلا الشيء اليسير ونطالب بتطوير التعليم واستثمار الإنسان وتشجيعه ودعمه حتى نصبح منتجين ومميزين، ويبرز من مجتمعنا المخترعون وغيرهم ونحن نقوم بإجحافهم بعدم تداول وذكر نجاحاتهم! فكيف يكون من بيننا ناجح؟ ونحن نقول للجميع أضحكنا أو افعل شيئا سيئا لنعرفك ونصل إليك؟

ولا ألوم من يخشى المجتمع وأفراده بعد هذا فهو لم ير إلا الجانب السلبي دائما وأبدا! فالأمر ليس بهين كما يراه الكثير ويجب علينا أن نقف يدا بيد ضده بعدم المساهمة بنشره فالباطل ينتهي بالسكوت عنه، وتعويد صغارنا على التركيز في الأمور الإيجابية، وأنها هي الأصل وليست السلبية، وأن السلبية أمر شاذ ونادر ولا يمكننا من خلاله التعميم على المجتمع.

ولا أنسى آثار السلبية العضوية على الجسد، فكثرة أمراض هذه الفترة بسببها، فنحن نحزن ونخاف عند سماع مثل هذه الأخبار مما يؤثر على صحتنا. أخيرا، أريد أن أؤكد بأن كل ما نريده بأيدينا نحن، فلو نعي ذلك أولا ثم نبدأ لما لمنا غيرنا وحصلنا على ما نريد، كما أن لو أنهم يعلمون بما يسمى تجارة المعلومات الشخصية لما تمادوا واحترموا أنفسهم كما لو أنهم بالواقع! فمن سيفيدنا مستقبلا هل الجاني أم الناجح؟ من سيساهم بشفائنا بتطور الأجهزة الطبية ومستحضراتها؟ من سيسهل حياتنا بشتى أمورها؟ من يستحق الدعم والتشجيع والمؤازرة لنتمتع بفضائله علينا؟ من سنحتاج منهم؟ وكيف نجعل منهم قدوة كي نحصل على الكثير منهم؟.. «إلخ من المن» وكلها تجيب عليها بنفس الإجابة، فلماذا تلهث وراء الجناة ثم تقول ناقدا مجتمعك نفتقد للمهرة والمحترفين بشتى المجالات، وأصبحت العلاقات علاقات مصالح والناس كاذبون و»راحوا الطيبين» و»وين حريم ورجال أول»..!

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال