على أي القمم ستكون؟!

الاحد - 05 نوفمبر 2017

Sun - 05 Nov 2017

كنت أتساءل لماذا بعض الطلبة والطالبات في المرحلة الجامعية عندما يكملون سنتين أو أكثر من دراستهم يعودون مرة أخرى للدراسة من جديد بتخصص آخر جديد! شخصيا كنت أشفق عليهم وعلى السنين التي ضاعت هباء منثورا بلا فائدة، لكن لاحقا تراجعت عن موقفي بعد أن قمت بتمحيص الموضوع ككل، ووجدت أن هذه المشكلة تتفرع لفئتين:

الفئة الأولى، الأشخاص الذين لم يقرروا لأنفسهم في بداية الأمر، ومنهم: إما أن يكونوا من الفئة المنقادة لأمر أحد الأشخاص المهمين في حياتهم، على سبيل المثال الأب يرغم ابنه على دراسة تخصص معين ظنا منه بأنه هو فقط الذي سيشرق بمستقبله، أو أن يكونوا من الذين يختارون مع الصحبة أينما ولوا ولوا معهم (مع الخيل يا شقرا)، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، أو أنهم يتبعون وصايا الآخرين عشوائيا عن أقل التخصصات صعوبة، أو أقل التخصصات في سنوات الدراسة، أو ربما الاثنين معا.

وعلى الرغم من اختلاف الطرق المتبعة هنا إلا أن نهايتهم في الطريق المنحدرة، وهي بلا أدنى شك نهاية غير محببة لأي منا، قممهم ركيكة ستنهار في أي وقت، فما الفائدة من صبر بلا نيل، ومن تعب بلا نتيجة، وفي النهاية يتذمرون من شح الوظائف وقلة الفرص!

أما بالنسبة للفئة الثانية، فهم الأشخاص الذين اختاروا بأنفسهم، لكن للأسف لم يكن اختيارهم بالاختيار الصحيح، فبمجرد أن استيعابهم أن المكان الذين هم متواجدون فيه ليس بالمكان المناسب لقدراتهم واهتماماتهم، يبادرون بتفادي هذه العقبة قبل انتهاء الدراسة، وفي أقرب فرصة ممكنة تسمح لهم، وهذه بحق جل الشجاعة أن تتخلى عن كل ما مضى من التعب والجهد مقابل البداية من جديد ولكن بالأفضل، هؤلاء قممهم أفضل نسبيا.

لكن بعد اليوم لم يعد للطلاب مكان لسرد الأعذار، فقد قدمت لنا جميع الإمكانات والخدمات التي تمكننا من الاختيار الصحيح والأنسب لقدراتنا واهتماماتنا وشغفنا، ونستطيع الاستفادة منها مبكرا، على سبيل المثال مقياس الميول والقدرات المهنية الذي يقدمه صندوق التنمية البشرية (هدف) بالتعاون مع قياس، حيث يظهر لنا هذا المقياس مجموعة من التخصصات والمهن المناسبة لنا وفقا لمجموعة من الأسئلة نجيب عنها أولا، الزبدة من كل هذا الأمر: اختر القمة الأنسب لك عند وقوفك عليها وإلا فسوف تسقط.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال