هل الكفاءة العلمية للمدربين ضرورة؟

الجمعة - 03 نوفمبر 2017

Fri - 03 Nov 2017

التدريب حالة ومسلك تعليمي تربوي ولا يخفى علينا أهمية الدورات التدريبية في المجتمع ودورها التطبيقي الفعال للمجالات المتعددة التي تخدم شرائح عمرية مختلفة، وتأتي أهميتها لتزويد القوى البشرية بمعارف معينة، وتحسين وتطوير مهاراتها وقدراتها وتأهيلها، وعليه لا بد أن يكون اهتمامنا بها في موضعه الطبيعي، فالتدريب لا يأتي إلا بعد التعليم؛ لأن التعليم - بلا شك - سيحدث تغييرا واضحا في السلوك، فالتعليم ثم التدريب وليس العكس.

لذا كان من الواجب على المدرب أن يحقق التوازن بين العلم المتخصص فيه والقدرة على التدريب في هذا التخصص أو المجال، وأن يدرك المتدرب بأن التعليم والتدريب ليس قاصرا على عرض بروجوكتور وكراسي مصطفة وقاعات مجهزة؛ فأحيانا الكتاب والتسجيل الصوتي أو المرئي ومقطع يوتيوب من أكاديميات علمية رسمية قد تفي بالغرض وتحقق الفائدة المرجوة بأقل وقت وجهد وتكلفة أكثر تأثيرا وتحقيقا للهدف مما سبق، وأن يكون واعيا بأن المراكز التدريبية المعلنة لتلك الدورات (سواء أكانت دورات تأهيلية أو تطويرية) حاصلة على ترخيص سار من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ويتسنى له الحصول على شهادة معتمدة مصدقة.

ومع تزايد عدد الدورات التدريبية الهائل قد نرى أن بعض المراكز التدريبية الخاصة تركز على توفر مهارات القدرة التدريبية لدى المدربين الذين تتعاقد معهم وقد تتهاون عن نظامية التخصص والكفاءة في المجال؛ فهي تسلط الضوء على أسلوب المدرب من حيث الصوت الجهور واستقطاب الجمهور وطريقة الإلقاء وتهمل مدى تمكنهم وإعدادهم علميا، فنرى أن المتدرب يخرج متحمسا متأثرا بسبب طريقة الإلقاء وعندما تسأله عن محتوى وفائدة الدورة تجده يفتقد للمعلومة، ومن المستغرب أن تجد متخصص الكيمياء يلقي دورات تدريبية في مجال الذات ومتخصص الحاسبات يلقي في علم الشخصيات!

إن حمل لقب مدرب ليس بالأمر الهين المتوقع والحصول على شهادة مدرب معتمد من مراكز تقدم دورات تدريب المدربين (TOT) في خمسة أيام أو أقل ليست دليلا على الكفاءة العلمية؛ ومن المفترض أن يكون المدرب حاصلا على البكالوريوس على الأقل أو الماجستير وما فوق في التخصص والمجال المراد التدريب فيه بعيدا عن التنميق والترصيع الذي يصنعه العامة لبعض المدربين غير المختصين.

كما نوجه المراكز التدريبية بالعمل على تحديث معاييرها لاختيار المدربين، ثم وضع خطة لمتابعة جدوى التدريب وقياس أثره وربط نجاح البرنامج بمدى الفائدة التي تعود على المتدرب في عمله وحياته بعيدا عن العشوائية والتخبط والاستغلال المادي، وللمدربين تقوى الله عز وجل، قال الله تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)، والبعد عن الرياء والسمعة السيئة، فالتدريب أمانة ومسؤولية، وللمتدربين: لا تغتروا بشهرة المدرب والدعاية المقدمة أو الإعلانات التي سلبت عقول الكثير لمصالح أخرى.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال