عبدالغني القش

إغلاق الأندية الأدبية.. ضرورة عصرية!

الجمعة - 03 نوفمبر 2017

Fri - 03 Nov 2017

أستميح القراء الكرام والقائمين على الأندية الأدبية عذرا لإبداء وجهة نظر حول الأندية الأدبية في بلادنا، فقد وردت لهذه الزاوية رسائل من عدد من القراء تدور حولها، ووجدت أنها جديرة بالطرح والمداولة.

فهم يرون أن المتابع لهذه الأندية يجد أنها باتت في الآونة الأخيرة مجالا للخصومات والمشاحنات، فأندية يتم إغلاقها بأمر الوزارة وأخرى تعاد انتخاباتها، وثالثة تعيش أجواء من المشاحنات بعد الانتخابات، وقلة تعيش بعيدا عن ذلك وتغرد خارج السرب في تقوقع يعلمه الجميع وسط سيطرة مجموعة ممن استطاعوا الوصول إلى أروقة النادي فنصبوا فسطاطهم فيه، وما حدث من غياب لرؤساء الأندية مؤخرا عن اجتماع الأحساء مؤشر واضح.

ومؤخرا تم التمديد لمجالس إدارة الأندية الأدبية لمدة ستة أشهر اعتبارا من ذي الحجة الماضي على أن تعتمد خلالها لائحة الأندية الأدبية الجديدة، وتحديد موعد الانتخابات، في إجراء لا أتصور أنه في صالح الأندية ولا المثقفين، ولن يكون بأي حال مساهما في نضج التجربة الانتخابية التي بدأتها الوزارة قبل أعوام ولم تنجح بالشكل المطلوب. مما جعل الجميع يشعرون بشيء من الامتعاض، إذ المفترض أن يكون كل من اشتغل بالأدب يتسم بسماته ويتعامل وفق مسماه، بعيدا عن السعي للأضواء والتهافت على العضوية.

وفي تصوري أن ما حدث من لغط وجدل ونقد للانتخابات في الأندية الأدبية يقوي الرأي المطالب بإغلاقها؛ وتحويلها لمراكز ثقافية، وإيكال أمر الحراك الثقافي لفروع وزارة الثقافة والإعلام لتكون الثقافة بمفهومها العام هي الشعار، ولنعكس للعالم صورة عن واقعنا الثقافي ومنه الأدبي الذي يمثل بلادنا، وفي أجواء صحية بعيدة عن المشاحنات، فتكون الوزارة حاضنة لتلك الفعاليات وإظهارها بصورة لائقة، بعد تهيئة صالاتها وأروقتها، فتصبح الصالات للمناشط المنبرية، والأروقة بمثابة مقاه أدبية تجتمع فيها النخبة من الأدباء لتبادل الأحاديث ومناقشة الآراء. وهذا بديل أفضل من الموجود حاليا، فالأندية القائمة معظمها ليس لها مبان لائقة، وصالاتها تعيش أحوالا مؤسفة، فهي بعيدة عن التقنية المعاصرة، ناهيك عن أن تأثيثها قد أكل عليه الدهر وشرب، ولا تلبي أدنى درجات الطموح لدى الأدباء الذين يطمعون في صالات حديثة وأروقة مريحة وتجهيزات سمعية ومرئية.

أما ما يتعلق بالمجلات الصادرة عن الأندية فكم كان بودي أيضا إيكالها للوزارة فنبصر مجلات ذات طابع حديث، وبخاصة في إخراجها وطباعتها، فالوزارة تملك الإمكانات ولديها الخبرات، ومن المواكبة العصرية أن نبصر مجلات حديثة في كل شيء، تختلف كليا عما هو موجود الآن، ويرجى أن تتيح المجلات الفرصة لجيل الشباب لبث رؤاهم ومكنوناتهم الأدبية من شعر ونثر وقصة قصيرة وغيرها من فنون الأدب.

إن ما يرجوه رواد الأندية أن يجدوا أمكنة حديثة تحوي صالات فارهة وتقنيات معاصرة، وبعدا تاما عن التقليدية المقيتة التي ملها جيل اليوم، والوزارة يفترض أن تتولى فروعها مباشرة الإمساك بزمام الفعاليات كجزء من الثقافة، باستضافة الأدباء من الداخل والخارج، ليكون الحراك على مستوى يفي بطموح الأديب ويرقى إلى ذائقته، فمن المعلوم أن الإفادة من التجارب هي عامل لصقل الخبرات وبلورة الأفكار، لنخرج عن السآمة القائمة والرتابة التي نفرت منا كل متابع لفعاليات الأندية الأدبية، ولذا نبصر حضورا باهتا.

إن وجود المراكز الثقافية يفترض الإفادة منها بالدرجة القصوى لتعود بالنفع على المتلقي سواء كان أديبا أو متابعا ومتذوقا للأدب بكافة فنونه.

الأمل قائم في دراسة مثل هذه الآراء وعدم النظر إليها شزرا أو إغفالها، والمبررات التي سيقت – في تصوري - دلالة على جدواها، والتغيير مطلب، وهو سنة من سنن الحياة.

فهل نخرج من عباءة الأندية الأدبية إلى أجواء المراكز الثقافية؟

[email protected]