المنصوب عليهم زبائن الضالين!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الخميس - 02 نوفمبر 2017
Thu - 02 Nov 2017
معدل ما يتقاضاه بعض المستشارين النفسانيين مقابل استشاراتهم الهاتفية هو خمسمئة ريال للساعة. وهذه منحسة أخرى لأني أكره الحديث في الهاتف لأكثر من دقيقتين. وأكثر ما قد يضر صحتي النفسية والبدنية والاجتماعية هو مكالمة تلفونية تمتد لأكثر من ذلك.
بالطبع ليست الفكرة بأني كنت أود الاتصال بأحد هؤلاء المستشارين لأتحدث عن حالتي النفسية ولكن كرهي للهاتف منعني، ولكن الفكرة هي أنه من الصعب علي أن أصبح مستشارا نفسيا أعطي الناس كلاما بخمسمئة ريال في الساعة. وقد تعودت على سوء حظي فكلما ظننت أن بابا للثراء «الفاحش» يمكن أن يفتح وجدت أن الأقفال أكبر من الباب نفسه.
الجانب الإيجابي في هذه «التسعيرة» هو أن الفقر ليس أكبر الهموم ولا السبب الرئيسي للأمراض والعلل النفسية، وهذا جانب مشرق لا شك في ذلك ويفتح بابا للأمل وفيه عزاء للكادحين الذين يعتبرون ورقة «الخمسمئة» نجما يصعب حتى التقاط صورة تذكارية معه.
ولست هنا أسخر ـ معاذ الله ـ من المبتلين ببعض الأمراض النفسية، ولكني أعتقد أن الثقة في هؤلاء المستشارين قد تكون هي المشكلة النفسية الوحيدة التي يعاني منها المريض. ولا أفهم كيف يمكن أن أثق بكلام جميل ونصائح يقدمها لي أحدهم وهو يتقمص دور المشفق والناصح، ثم يتوقف فجأة عن نصحي لأن الساعة قد انتهت. أتخيل أن طريقة كلامه ستتغير بعد انتهاء الساعة، من المحتمل أنه سيشتمني لو طلبت منه نصيحة أخيرة كهدية أو «ساومته» قليلا على سعر بضاعته.
فكرت في الاتصال وتجربة مثل هذه المكالمات، ولكن أعراض بخل بدأت تظهر علي في الآونة الأخيرة تمنعني من إهدار خمسمئة ريال كاملة للحديث مع محتال يعالجني عن بعد. وإهدار الموارد فساد كما تقول نصائح نزاهة التي تنتشر على الطرقات. (أظن عبارتهم تقول إن الفساد هدر للموارد ولكن عبارتي أصح وأكثر دقة).
وعلى أي حال..
فإن كل ما أحتاجه في المرحة الحالية هو علاج مجاني من كراهية المكالمات التلفونية، وعلاج مجاني آخر يساعدني على تقبل فكرة أكل أموال الناس بالباطل واستحسانها واعتبارها ذكاء وفطنة ودهاء. وحين أشفى من تلك الأمراض فإني سأدشن هاتفي لحل مشاكل الحمقى والمغفلين الذين لا مشكلة لديهم في دفع المال مقابل الاستماع لنصائحي ساعة كاملة عبر الهاتف. ولكني بطبيعة الحال لن أعد مرضاي بدواء للحماقة، لأنها ما زالت تحتفظ بمكانتها كأكثر الأمراض التي أعيت من يداويها. واكتشاف علاج لها سيضر بسوق النصابين والمنصوب عليهم وهذا ما لا أريده.
@agrni
بالطبع ليست الفكرة بأني كنت أود الاتصال بأحد هؤلاء المستشارين لأتحدث عن حالتي النفسية ولكن كرهي للهاتف منعني، ولكن الفكرة هي أنه من الصعب علي أن أصبح مستشارا نفسيا أعطي الناس كلاما بخمسمئة ريال في الساعة. وقد تعودت على سوء حظي فكلما ظننت أن بابا للثراء «الفاحش» يمكن أن يفتح وجدت أن الأقفال أكبر من الباب نفسه.
الجانب الإيجابي في هذه «التسعيرة» هو أن الفقر ليس أكبر الهموم ولا السبب الرئيسي للأمراض والعلل النفسية، وهذا جانب مشرق لا شك في ذلك ويفتح بابا للأمل وفيه عزاء للكادحين الذين يعتبرون ورقة «الخمسمئة» نجما يصعب حتى التقاط صورة تذكارية معه.
ولست هنا أسخر ـ معاذ الله ـ من المبتلين ببعض الأمراض النفسية، ولكني أعتقد أن الثقة في هؤلاء المستشارين قد تكون هي المشكلة النفسية الوحيدة التي يعاني منها المريض. ولا أفهم كيف يمكن أن أثق بكلام جميل ونصائح يقدمها لي أحدهم وهو يتقمص دور المشفق والناصح، ثم يتوقف فجأة عن نصحي لأن الساعة قد انتهت. أتخيل أن طريقة كلامه ستتغير بعد انتهاء الساعة، من المحتمل أنه سيشتمني لو طلبت منه نصيحة أخيرة كهدية أو «ساومته» قليلا على سعر بضاعته.
فكرت في الاتصال وتجربة مثل هذه المكالمات، ولكن أعراض بخل بدأت تظهر علي في الآونة الأخيرة تمنعني من إهدار خمسمئة ريال كاملة للحديث مع محتال يعالجني عن بعد. وإهدار الموارد فساد كما تقول نصائح نزاهة التي تنتشر على الطرقات. (أظن عبارتهم تقول إن الفساد هدر للموارد ولكن عبارتي أصح وأكثر دقة).
وعلى أي حال..
فإن كل ما أحتاجه في المرحة الحالية هو علاج مجاني من كراهية المكالمات التلفونية، وعلاج مجاني آخر يساعدني على تقبل فكرة أكل أموال الناس بالباطل واستحسانها واعتبارها ذكاء وفطنة ودهاء. وحين أشفى من تلك الأمراض فإني سأدشن هاتفي لحل مشاكل الحمقى والمغفلين الذين لا مشكلة لديهم في دفع المال مقابل الاستماع لنصائحي ساعة كاملة عبر الهاتف. ولكني بطبيعة الحال لن أعد مرضاي بدواء للحماقة، لأنها ما زالت تحتفظ بمكانتها كأكثر الأمراض التي أعيت من يداويها. واكتشاف علاج لها سيضر بسوق النصابين والمنصوب عليهم وهذا ما لا أريده.
@agrni
