«العيال يبون صامولي»

الاثنين - 30 أكتوبر 2017

Mon - 30 Oct 2017

يبدو أن الكثيرين الذين استمعوا إلى أغنية «صامولي» مصادفة أو حتى بتخطيط مسبق، فوجئوا بأن عدد المشاهدات لهذا الفيديو قد وصل حتى هذه اللحظة إلى 32 مليون مشاهدة، لم أستغرب هذا الرقم المخيف حينما وجدت ابن شقيقتي ذا الخمسة أعوام، وهو يعيد مشاهدتها لأكثر من عشر مرات، ويردد الأغنية حتى استطعت أن أحفظ بعضا من كلماتها «ذاك اليوم رايح البقالة، دقت علي الشغالة، قالت ماما كلام جيب صامولي».

الأغاني الهابطة موجة بدأت تكتسح الوطن العربي، وحققت شعبية وجمهورا كبيرا لا يستهان به، فإذا كانت أغنية «بربس» قد حققت مشاهدات وصلت إلى 47 مليون مشاهدة، فهذا يعني أن مثل هذه الأغاني التي تعتمد على الرتم الموسيقي، مع كلمات تافهة ومن دون غاية، تحصد إعجاب المتابعين، ولكن عليكم أن تعرفوا من هم المشاهدون.

المشاهدون هم من الأطفال، الذين تتوفر لديهم أجهزة الألواح الذكية «آيباد»، حيث يمثل لهم «الآيباد» حياتهم السحرية الأخرى، تلك الحياة التي يستطيعون من خلالها التنقل من قناة إلى أخرى بسهولة وبساطة، إلى جانب قدرتهم على إعادة المشاهد أو الأغاني التي تروق لهم، من دون أن يكون هناك حاجز يمنعهم من هذا العالم الأشبه بالخرافة لهم.

وبحسب بيانات الهيئة العامة للإحصاء، فقد بلغ عدد المواطنين والمواطنات السعوديين في النصف الأول من عام 2017 حوالي 20.4 مليون نسمة، وهو ما يعادل 63% من إجمالي عدد السكان، أما عدد السكان غير السعوديين فبلغ 12.2 مليون نسمة، وهو ما يمثل حوالي 37% من إجمالي عدد السكان، كنت أفكر إذا لم يكن هناك تزوير في عدد المشاهدات لمثل هذه الأغاني الهابطة، فهل يعقل أن يكون عدد سكان المملكة من مواطنيها ووافديها قد شاهدوا هذه الأغاني لكي تحتل مثل هذه المكانة المتقدمة؟

إننا في الحقيقة لا يحق لنا أن نوقف رغبة الشباب في الظهور والركض نحو الشهرة، كما لا يمكن أن نكون جلادين في الحكم على تجاربهم الغنائية، طالما أنه يوجد متلق واسع ومتعدد الأطياف، ويستمع إلى مثل هذه الأغاني وتروق له، ففي مصر بلد الفن والثقافة والحضارة وكل ما يمكن لك أن تتخيله، لا تصدح في مقاهي مصر بأكملها وحتى في أعراسها والميكروباصات والتكاتك إلا الأغاني الشعبية الهابطة، والتي كان جمهورها في يوم بعيد من الأيام من الطبقة الكادحة، لتتحول مثل هذه الأغاني كمزاج يرغب في سماعه المصري المثقف والكادح على حد سواء، كأغنية «قاعد لوحدك كده سرحان» و «يا عم يا صياد رميت شباكك فين» و «يا بتاع النعناع يا منعنع»، والعديد من الأغاني الشعبية التي حازت على مراكز أولى لدى المستمع المصري والعربي أيضا.

1 النجاح في عالمنا المعاصر بات يقاس بالأرقام وأعداد المشاهدات على يوتيوب

2 تحقق بعض الأغاني نسبة عالية من المشاهدات ولا يزال التساؤل عن مدى صدق المشاهدات على الأخص في الوطن العربي

3 أغنية «صامولي» حققت 32 مليون مشاهدة، على الرغم من أن عدد سكان المملكة أقل من ذلك

4 المجتمعات العربية بدأت تميل للأغاني الشعبية الهابطة نظرا لتراكم الضغوط السياسية والاقتصادية والاجتماعية

5 يوتيوب بات ينافس أهم المحطات الفضائية في سرعة الانتشار