عبدالحليم البراك

الهزيمة النفسية اللغوية الغربية!

الاحد - 29 أكتوبر 2017

Sun - 29 Oct 2017

عندما يجتمع المثقفون الإنجليز ومدعو الثقافة في بريطانيا ويتحدثون مع بعضهم بعضا، ونتيجة للهزيمة النفسية اللغوية أمام اللغة العربية، فإنهم يستبدلون بعض الكلمات الإنجليزية بالكلمات العربية، فمثلا بدلا من أن يقولوا By The way يقولون بالمناسبة، ثم يكملون حديثهم بالإنجليزية، وبدلا من أن يقولوا Already يقولون «سابقا!» في وسط كلامهم الإنجليزي، بل يحشرونها في كلماتهم وأحاديثهم الإنجليزية عنوة!

بل إن النساء الأمريكيات، لا يقلن Where is my shoe بل يقلن «Where is my jazma» «أي: أين جزمتي»، إذ إنهن يخجلن من أن يقلن «شو» لأنها كلمة هابطة فيستبدلنها بكلمة «جزمة» لأنها تبدو أرقى، بل إن «مول أوف أمريكا»، أكبر مول في أمريكا والقابع في ولاية منيسوتا وتحديدا في ضاحية من ضواحي مدينة منيابولس؛ يفكر في تغيير اسم المول من «مول أوف أمريكا» إلى «مول أوف مزنة!» عطفا على رقة الاسم والذي يعني المزن وهو السحاب في اللغة العربية، ونتيجة طبيعية لهزيمة نفسية لدى الشركة المالكة أمام اللغة العربية.

ويسمي الألمان بناتهم بـ«فوزية»، ويدلعونها برقة بـ«فوز»، حبا في هذا الاسم العربي الذي لم يصل ألمانيا إلا مؤخرا، وهذا ما انتشر هذه الأيام. ويسمي الغربيون بشكل عام بناتهم باسم سارة، وهو اسم مشترك في الثقافات العالمية، لكنهم يكتبونه بالطريقة العربية فيضيفون حرف (h) لتصبح «Sarah»، وتسمى هذه الـ«h» بـ»إتش التأنيث». حتى الحلوى الفرنسية الشهيرة طالتها موجة الهزيمة النفسية اللغوية وطالتها موجة تغيير الأسماء إلى شكولا «السكرية»، وشوكلاته «البرحية»، وبسكوتات «الخلاص»، نتيجة هزيمتهم أمام منتجات التمور العربية.

في بروكسل يسمى سوق الخضار بـ«عتيقة» كالرياض تماما، ويقلب حرف الـعين إلى ألف لأن حرف الـ(ع) لا ينطق لاتينيا، فيخرج حرف الألف رقيقا في أفواههم، فتصبح «أوتيقه». بينما في النمسا يسمى سوق الخضار بـ«الحلقة» على الطريقة الحجازية، نظرا لهزيمتهم اللغوية أمام حلقات الخضار في جدة ومكة والطائف، ويقلب حرف (الحاء) رقة إلى حرف الهاء فتصبح «الهلقة».

في اليابان هناك دعوات لتغيير اسم السيارة البيك أب الشهيرة المسماة بـ«الهايلوكس» إلى «الهلي» نظرا إلى انتشار هذا الاسم في الرياض والقصيم، وهو اسم أخف وألطف من الاسم الأصلي، ونتيجة طبيعية للهزيمة اليابانية النفسية أمام اللغة العربية، وتفريطهم في لغتهم لصالح اللغة العربية؛ بل مصانع الأقمشة في الصين تغيرت أسماؤها إلى أسماء عربية، مثل شركة «السدو» الصينية، وشركة «الثوب» في شنجهاي، وشركة «قميصي» المتحدة في تايوان.

ثم إن الغرب تخلى عن المسمى الشهير «فود ترك» وصاروا يسمونها «عربة أغذية» بلكنة عربية ركيكة، وأسعارها جنونية، رغم أنها لا تقدم جديدا، بل وصارت دولهم تشترط ألا يعمل فيها إلا مواطنوها، بدلا من سيطرة الآسيويين عليها، إلا أن هناك تجاوزات.

أخيرا: هذه الأمثلة الساخرة من خيال الكاتب، وليست حقيقية ولكنها تمثل بشكل عكسي هوس العرب باللغة الإنجليزية، ولا يقابلها أي هوس غربي أو شرقي بلغتنا العربية، وهذه الحالة هي ما تسمى: بالهزيمة النفسية العربية من الغرب، تمثل اللغة صورتها الظاهرة، بل الغربيون ينتقدوننا كثيرا بسبب استخدامنا لكلماتهم الإنجليزية أثناء حديثنا مع بعضنا وباللغة العربية!

Halemalbaarrak@