هل تحتاج المساجد العادية لأكثر من مئذنة؟

الجمعة - 27 أكتوبر 2017

Fri - 27 Oct 2017

ظهرت المآذن في العصر الأموي للدلالة على مواقع المساجد لمن هم من غير أهل المكان، ولإيصال صوت المؤذن لمن هم حول موضع ذلك المسجد، ثم اقتفى بقية المسلمين هذه الفكرة في بناء مساجدهم على مر العصور، وتسمى المئذنة بالمنارة في العراق، وفي مصر والكويت «المئذنة»، كما أنها تسمى الصومعة في المغرب العربي، وعلى الرغم من اختلاف التسمية في البلاد العربية إلا أن شكلها واحد لا يختلف كثيرا من بلد إلى آخر؛ حيث إنها جزء من المساجد وهي عبارة عن برج طويل الهدف منه إيصال صوت الأذان، وبوضع مكبرات الصوت في عصرنا الحالي يصل مدى صوت المؤذن إلى مسافات أبعد مما كان عليه الوضع قبل زمن مكبرات الصوت، وحسب ارتفاع المئذنة. وقد أصبحت المآذن مع الزمن قطاعا قائما بحد ذاته من فنون العمارة الإسلامية، وتم توجيه العناية والاهتمام الخاص بها من ناحية التصميم والتنفيذ، ويختلف ارتفاعها؛ حيث إن بعضها يصل إلى عشرات الأمتار. وإذا كان الهدف الأساسي من بناء المآذن في وقتنا الحاضر هو إيصال صوت المؤذن لأبعد مسافة ممكنة، والدلالة على موقع المسجد لمن هو غريب عن المكان الذي فيه المسجد، يقفز السؤال: هل تحتاج المساجد العادية لأكثر من منارة واحدة، حيث صرنا نرى في الآونة الأخيرة بعض المساجد بمنارتين أو أربع أو أكثر ونراها فائضة عن الغرض والهدف الرئيسي لها، بعكس المساجد الكبيرة جدا التي تحتاج لأكثر من منارة مثل المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف حيث لا بد من تعدد المنارات فيهما ليهتدي إليهما الناس من جهات متعددة من داخل المدينة، ولإيصال صوت الأذان بما فيه الكفاية حولهما. فمن الجهة الغربية للمسجد الحرام يمكن رؤية منارتي باب الملك عبدالله، ومن الجنوب تظهر منارتا باب الملك فهد والملك عبدالعزيز ومن الشمال منارة الصفا وهكذا فاحتيج لزيادة عدد المآذن، أما غيرهما من المساجد فالزيادة على أكثر من منارة يعتبر في رأيي الشخصي فائضا عن الحاجة، بل إنفاق فيما لا حاجة ولا ضرورة فيه، وكان الأجدى أن تنفق تلك الأموال المصروفة على المنارات الزائدة عن الحاجة في أوجه أخرى فيها منفعة عامة بما في ذلك الإنفاق على ضروريات وحاجات أخرى ربما احتاجها المسجد نفسه (أبو أكثر من منارة) أثناء التشييد والبناء، فالغرض من المنارة ليس الزينة.. وأعتقد أن منارة واحدة تفي بالغرض.