انقطاع دواء فرط الحركة يحرم طلابا مصابين من الامتحانات

الأربعاء - 25 أكتوبر 2017

Wed - 25 Oct 2017

تسبب عدم انتظام توفر أدوية اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في مستشفيات وزارة الصحة في اعتذار العديد من الطلاب عن أداء اختباراتهم النهائية للعام الدراسي الماضي، وفي إحراز آخرين - اختاروا أداء الامتحانات على أي حال- نتائج ضعيفة لا تعكس مستوى تحصيلهم الدراسي.

وصادف الانقطاع موعد الاختبارات النهائية في شعبان الماضي، نظرا لأن الدواء ليس علاجيا بل يحسن من أعراض الاضطراب عبر رفع مستوى التركيز لعدد ساعات معين فقط من كل يوم، وبالتالي فإن تفويت جرعة واحدة فقط كاف لعودة الاضطراب إلى سابق عهده وبنفس الشدة الأساسية التي شخص بها المريض ابتداء بشكل كامل، وذلك بحسب معلومات حصلت عليها الصحيفة.

نقص الكميات

المعلومات أشارت إلى أن مشكلة عدم انتظام توفر الدواء تشمل تقريبا جميع مستشفيات الوزارة التي تتوفر بها عيادات نفسية سلوكية نمائية للأطفال، في حين لا تعاني المستشفيات التخصصية أو غير التابعة لوزارة الصحة منها.

ولفتت إلى أن سببها الشركة الموردة للأدوية، مما حدا ببعض الصيدليات بمستشفيات الوزارة إلى التواصل بعضها مع بعض لتعويض أي نقص لديها، ولكن غالبا لا يفيد ذلك إلا بشكل محدود بسبب معاناتها جميعها من نقص الكميات وعدم انتظام التوافر.

المصابون في التعليم

من جهته أكد أستاذ الطب النفسي المساعد واستشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين بجامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور نادر الرحيلي أن هناك دراسة أجراها استشاري وأستاذ الطب النفسي للأطفال بجامعة الملك سعود عام 2016م أشارت لإصابة 3.4% من طلاب المرحلة الابتدائية بالسعودية بين عمر 6-12عاما باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وهذا يعني 96825 من أصل 2847809 يدرسون بالمرحلة الابتدائية بحسب إحصاءات وزارة التعليم للعام نفسه، وهذا العدد بخلاف عدد المصابين في الفئة العمرية بين 12عاما فأكبر.

آثار كارثية

وقال إن عدم انتظام توفر أدوية فرط الحركة وتشتت الانتباه في مستشفيات وزارة الصحة هو مشكلة حاصلة فعلا ولها العديد من الآثار السلبية في مجال التحصيل العلمي والإنتاجية في العمل، وأحيانا تكون لها آثار كارثية في حال كان الموظف مصابا بالاضطراب ولم يأخذ جرعة الدواء في ذلك اليوم وكانت وظيفته حساسة، وكمثال على ذلك، نسي طبيب يعاني من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه تناول جرعته اليومية - والتي تؤخذ صباحا دائما- فكتب لمريضه دواء خاطئا ولولا تنبه الصيدلاني للخطأ أثناء صرف الدواء لتوفي المريض.

أدوية محظورة

ونوه الرحيلي إلى أن المشكلة لا تقتصر على عدم انتظام توفر الدواء فحسب بل إنه غير متوفر في الصيدليات الخاصة إلا في نطاق ضيق جدا، كون أدوية فرط الحركة من بين الأدوية المحظورة التي لا تمنح اللجنة المدونة من وزارة الداخلية ووزارة الصحة والهيئة العامة للغذاء والدواء ترخيص بيعها إلا لصيدليات قليلة بكل مدينة، فالرياض مثلا لا توجد بها سوى 4 صيدليات مصرح لها، والمنطقة الشرقية لا توجد بها سوى صيدلية أو اثنتين فقط.

وأوضح أن سبب هذا التقنين أن أدوية فرط الحركة وتشتت الانتباه يمكن أن يساء استعمالها في حال أخذت بجرعات كبيرة أو خلطت مع مواد أخرى بحيث تسبب الإدمان، ولكنها لا تسبب الإدمان للأطفال ممن يتناولون العلاج لأنه يؤخذ بجرعات صغيرة، مضيفا أن هذه المحدودية في الصيدليات التي تبيع هذه الأدوية تجعل الكميات التي بها تنفد بسبب كثرة الإقبال على شراء الدواء من قبل المصابين في حال انقطاعه من صيدليات المستشفيات التي يعالجون بها.

وناشد الدكتور الرحيلي الجهات المختصة بتموين الأدوية في وزارة الصحة والهيئة العامة للغذاء والدواء بتسهيل الترخيص لأدوية أخرى لعلاج فرط الحركة وتشتت الانتباه تستخدم في أوروبا وأمريكا الشمالية وغير متاحة في السعودية، وهي أدوية تعطي الطبيب المعالج خيارات أوسع لعلاج مرضاه.

الشركة الموردة

مسؤول في وزارة الصحة - تحتفظ الصحيفة باسمه - أكد عدم انتظام توفر دوائي الكونسيرتا والريتالين لعلاج فرط الحركة وتشتت الانتباه في مستشفيات الوزارة التي بها أقسام لعلاج الاضطرابات السلوكية والنفسية والنمائية للأطفال، وعزا ذلك لمشاكل لدى الشركة الموردة للدواء، مؤكدا أن الوزارة وتحديدا إدارة التموين الطبي تسعى جاهدة لحلها لضمان انتظام توفر الدواء بما يحقق مصلحة المرضى.

آثار عدم انتظام توفر أدوية علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بحسب الرحيلي:

• فقدان التركيز وعدم تمكن المصاب من استحضار المعلومة أو تذكرها مهما حاول

• نسيان الطالب المصاب المعلومات التي درسها وينخفض أداؤه في الاختبارات ويحرز علامات سيئة

• تزداد الحركة والاندفاعية والعصبية للطالب في الفصل بشكل كبير مما يجعله عرضة للعقوبة والتوبيخ

• في حال كان الشخص موظفا ولم يتناول جرعته سيخفق في أداء المهام الموكلة له وسيرتكب أخطاء قد تكون كارثية

• عدم أخذ الطفل للدواء يجعله كثير الحركة إلى الحد الذي قد يمنع والدته من الخروج معه للأماكن العامة أو للزيارات العائلية

• عدم انتظام المريض في الدواء يؤدي لاستمرار الآثار الجانبية المصاحبة له كفقدان الشهية والصداع والأرق