أسنمة المسرح مفهوم جديد تكشفه ليالي الأفلام القصيرة

الأربعاء - 25 أكتوبر 2017

Wed - 25 Oct 2017

وسط حضور شبابي وجماهيري امتلأت به جنبات القاعة الكبرى في مركز الملك فهد الثقافي، عاشت الرياض أخيرا ليلة سينمائية خالصة مع مسابقة الأفلام القصيرة التي قدمت عرضها الشهري متمثلا في ثلاثة أعمال سعودية هي «الباص» و«حوار وطني»، و«من كآبة المنظر»، فيما وصف الناقد والكاتب سعد الدوسري تلك الأفلام بـ «أسنمة المسرح».

ويأخذ العمل الأول «الباص» طابعا واقعيا بحتا من خلال عرض مجموعة من الحوارات بين صديقات داخل الحافلة التي تقلهن داخل المدينة، وقد اتجه محتوى هذا العمل إلى مقاربة الصورة التي تعيشها الفتاة في ظل عدم السماح لها بقيادة السيارة، في وجود عدد من المشاوير والأحاديث اليومية التي يكون السائق على اطلاع مستمر عليها حتى وإن أبدى عكس ذلك.

فيما يستعرض عمل «حوار وطني» حديثا ذاتيا بين شاب وشابة في أحد الأماكن العامة، مستخدما لغة بسيطة لا تخلو من هموم كل منهما حيال التقدم في العمر وعدم وجود شريك للحياة مع الحفاظ على تصاعد درامي لهذا الحوار الضمني حتى الوصول به إلى مرحلة اللا عودة التي لا يتوقعها المشاهد.

أما العمل الثالث «من كآبة المنظر» فيحكي قصة شباب تسقط بهم الطائرة في مكان مهجور من الخارطة ليبدؤوا في إدارة شؤون حياتهم الجديدة بعد أن فقدوا الأمل في إنقاذ أحد لهم، غير أن العلاقة بينهم تأخذ أبعادا متوترة مع مرور أحداث الفيلم حتى يصبحوا في حاجة إلى إنقاذ بعضهم من بعض.

الناقد والكاتب سعد الدوسري وصف فيلم الباص بأنه يمثل نوعا من اكتشاف الحالة الجديدة للسينما، مشيرا إلى أنه لم يكن وثائقيا بقدر ما كان أقرب إلى تلفزيون الواقع عبر طابع تلقائي وعفوي ولم يكشف الحالة الداخلية لأبطال الفيلم واكتفى بالحالة الخارجية.

وقال كذلك إن «حوار وطني» تميز بالبساطة والبعد الاجتماعي، واعتمد على المونولوج الداخلي بشكل مسرحي متناولا ذات الممثل الذي لم يلتق مع الممثل الآخر طيلة الفيلم.

في حين أشار الدوسري إلى أن فكرة «من كآبة المنظر» أعادت تصورا سبق تقديمه في عدد من الأعمال العربية والعالمية، وهو ذلك الذي يجسد شخصيات معزولة في واقع جديد تماما، مشيرا إلى أن العمل أعاد الجيل الحالي إلى مرحلة الثمانينات وطبيعة الحياة فيها.

الباص

إخراج نور الأمير، نورة المولد

حوار وطني

إخراج: فيصل الحربي

ومن كآبة المنظر

إخراج: فارس قدس