عبدالله المزهر

عدنان ولينا ولصوص رؤية 2030!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاحد - 22 أكتوبر 2017

Sun - 22 Oct 2017

في المسلسل الشهير الجميل عدنان ولينا ـ كما سمي بعد دبلجته بالعربية ـ تبدأ كل الحلقات بنص يقول: «اندلعت الحرب العالمية الثالثة عام ألفين وثمانية، استخدمت فيها الشعوب المتحاربة أسلحة مغناطيسية تفوق في قدرتها الأسلحة التقليدية، ونتيجة لذلك حل الدمار في البر والبحر وانقلبت محاور الكرة الأرضية، وباتت الكرة الأرضية تعيش كارثة مؤلمة. مضى الآن عشرون عاما على الكارثة، ولم يبق على هذه الجزيرة سواي» أ.هـ

وكاتب هذا النص كان يتكلم عن زمن ستقع فيه الحرب بعد ثلاثين عاما ـ أنتج المسلسل سنة 1978 ـ واختار عام 2008 ليبدو تاريخا بعيدا جدا يصعب تخيل ما سيحدث فيه. أما زمن القصة نفسها ففي العام 2028 بعد عشرين سنة من الحرب.

لا أعلم هل ما زال كاتب المسلسل حيا حتى الآن، وهل مرت عليه سنة 2008 عادية مملة، أم إنه مات قبل أن تقع حربه العالمية الثالثة المفترضة.

نحن الآن حين نتكلم عن سنوات قادمة نفعل ذات الشيء الذي تخيله المؤلف، وهو أنها سنوات بعيدة لن تأتي، ولذلك نبدو نزقين بعض الشيء، ونريد أن تحدث كل الأشياء في هذا العام أو العام الذي يليه على أبعد تقدير. وهذا أمر طبيعي جبلت عليه الكائنات البشرية. وهذه طبيعة الدنيا التي وصفت بالقرآن بالعاجلة وورد حب العاجلة من باب الذم.

لا أتمنى بالطبع أن تحدث حرب عالمية تستخدم فيها الشعوب المتحاربة أسلحة مغناطيسية تفوق في قدرتها الأسلحة التقليدية، ولا أتمنى أن تنقلب محاور الأرض قبل وصول العام 2030 حيث هو عام اكتمال الرؤية السعودية.

والحقيقة أني لم أعد أريد شيئا لنفسي، لكني مشغول بالكائنات الحية التي تسببت في وجودها في لحظة ضعف غريزي، ولذلك فإني مندفع بحماس لهذه الرؤية حتى مع الآلام التي قد أتحملها، وأقنع نفسي ومن حولي أنها أعراض زائلة، وأنها المخاض الصعب الذي يأتي قبل الفرج.

مثل كثير منكم، تبدو لي 2030 بعيدة، لكني مثل كثير منكم أيضا أعلم أنها ستأتي وسيصبح الحديث عنها ماضيا. ومثلكم أيضا لا أجد بأسا في تحمل بعض الضرر في سبيل أن يعيش أبنائي وأبناؤكم حياة أسعد من تلك التي عشناها.

وعلى أي حال..

وحتى يأتي ذلك العام وتتحقق الكثير من الأحلام ـ إن شاء الله ـ ونحن في الطريق إليه، فإن حلمي الصغير الآن أن يتوقف الوصوليون المتسلقون للرؤية الذين يحشرونها في كل شيء حتى في اختيارهم لأثاث مكاتبهم وربما نوعية الشامبو الذي يستحمون به ـ إن كانوا يفعلون.