ملابس غريبة على المجتمع

السبت - 21 أكتوبر 2017

Sat - 21 Oct 2017

قبل أن أهم بكتابة هذا المقال استحضرت شطر بيت شعر، نظمه الأديب الكبير الراحل الدكتور غازي القصيبي (سترت وجهي يا بغداد من خجلي)، ومناسبة أخرى لهذا النظم البديع وجدت أن المصانع العالمية المنتجة للملبوسات أغرقت أسواق الجملة والتجزئة المحلية بأنواع من الملابس الرجالية التي تخدش كرامة مرتديها بما كتب على بعضها من كلمات وعبارات سيئة، مع مزجها بألوان مبهرة ولافتة للأنظار، وغالبيتها رديئة وتحمل رسومات وصورا غريبة عن بيئتنا وثقافتنا الإسلامية، ولا يقبلها المجتمع.

كما أن بعضها تظهر الأطراف السفلية وأجزاء من جسد من يرتديها، وهم بذلك غير مهتمين بالذوق العام لمجتمعنا، بل ويسعون على توزيع ملبوساتهم وأقمشتهم بشتى طرق التسويق، وحتى إن رفضها الكثير منا بسبب أنه تمت صناعتها في مصانع ذات ثقافة تختلف عن إرثنا الثقافي وأخلاق مجتمعنا الفاضل.

كما أن البعض من هذه الملابس لا يليق ارتداؤه أثناء التواجد بين الجمهور الذي يحفل ويعتز بقيم تنبع من الدين الإسلامي العظيم والموروث الثقافي لمجتمعنا صاحب العادات والشيم العربية الطيبة، ويؤكد على أجياله في كل محفل ومنبر مؤثر بضرورة التمسك بهذه القيم من خلال ارتداء ما يليق بهذا المجتمع من زي وطني وملابس ساترة وغير خارجة عن ذوق وأدب عامة الناس.

وتنتشر هذه الملابس بسرعة بين فئات الشباب في المراحل السنية المختلفة، إذ تجد قبولا واسعا بينهم بسبب رسوماتها الظاهرة وعباراتها اللافتة لنظر من حولهم من الأصدقاء والزملاء، وقد لا يفقهون أحيانا معنى ما كتب ورسم على هذه الملابس، ولكن حب التقليد والرغبة في تجديد المظهر دفعاهم لشراء هذه الملابس، وإن ارتفعت قيمتها تأثرا بمن حولهم، ورغبة منهم في مسايرة من حولهم من الشباب.

والأمر غير السار أن هذه الملابس قد تم الترويج لها من بعض المشاهير في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، ولو بطريقة غير مباشرة، ولم يكن لبعض الأسر والمؤسسات الحكومية والخاصة دور في التحذير من هذه الملابس، والتوجيه بضرورة ارتداء الزي المتوافق مع ما يرضاه ويؤكد عليه المجتمع السعودي.

ومما ساعد كذلك على انتشار الملابس والإكسسوارات غير اللائقة بين الأوساط الشبابية هو الإعلام الفضائي وقنواته المشاهدة داخل الأسر، ولبعض نجوم الفن والرياضة الأجانب تأثير على الأجيال، فهم يقلدونهم في زيهم داخل المنشآت الرياضية وخارجها أثناء ممارسة حياتهم اليومية، وللمصممين العالميين دور في اختيار خامة وشكل الزي المرغوب تسويقه للبلدان المستوردة للملابس بكافة الأنواع والأشكال.

ومع زيادة ظاهرة ارتداء الملابس غير اللائقة مثل ملابس النوم وغيرها في الأماكن العامة أصدرت بعض الجهات المسؤولة مشكورة قرارات تمنع ارتداء مثل هذه الملابس أثناء زيارة الدوائر الحكومية، وأثناء حضور الفعاليات الشبابية في المنشآت الرياضية والملاعب.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال