التربية الخنفشارية

السبت - 21 أكتوبر 2017

Sat - 21 Oct 2017

طرأت في بالي فكرة مقال تحتاج إلى جلسة مطولة، لكنني سوف أختصرها قدر المستطاع، لأنني وبصراحة فقدت القدرة على كتابة المقالات البناءة، فالوضع أصبح أكثر شقاء والقلم صار خنجرا.. ولأبدأ:

لاحظت من خلال تحليلي وتفسيري الطويل لطريقة تربية الأبناء عندنا أنها تنقسم إلى قسمين، وقسم ثالث شاذ لقلة العمل به. فأما القسم الأول فهو: التربية الدكتاتورية، وهي أن يربي الأب ابنه الأول بالعصا والسمع والطاعة الجبرية دون تبرير واضح أو سبب يلعق به ذلك الابن جراحه ويطببها، ثم يتوالى الأبناء وتترك السلطة للابن الأول الذي قاسى الأمرين مع أبيه، فيمارس الابن البكر سلطته على إخوته فيكيد لهم كيدا، وهكذا يمارس الإخوة دور الدكتاتور الأكبر (الأب) على أشقائهم الصغار، والصغار على الأصغر سنا، وتتوارث هذه التربية في الأجيال اللاحقة (أبناء الأبناء).

أما القسم الثاني فهو: تربية أكثر تطبيقا من أجل شراء الدماغ، وتقوم على المساواة في كل شيء، نفس اللباس حتى لو اختلفت الأعمار والأحجام والأشكال، لا يهم إن كان يليق على فلان ولا يليق على فلان، المهم أن يكونوا بنفس اللباس ونفس القيمة الشرائية كي لا يوجعوا دماغ الأب والأم، حتى في إصدار العقوبات، فالجاني والمجني عليه يجازيان بنفس الجزاء، فيبكي المجني عليه مرتين!

أما القسم الثالث وهو النادر جدا فهو: التربية الخنفشارية، التي يقوم أساسها على العدل، ومصاحبة الابن والابنة، ومواكبة التطورات والتفجر المعلوماتي الهائل دون انجراف أو تحفظ، والدين هو المرجع في كل جديد، ومنهج (الأصل في الأشياء الإباحة).. وهذا نادر كما قلت، وليته يطبق..!