النكتة تتفوق

الجمعة - 20 أكتوبر 2017

Fri - 20 Oct 2017

بعد سلسلة من التغييرات الكبيرة التي شهدتها المملكة مؤخرا، وكرد فعل لكل تغيير أو قرار نجد أن النكتة تفوقت على كل التيارات الاجتماعية والفكرية. للنكتة أنواع كثيرة، منها النكتة التي لخصت أحوال المجتمعات ومشكلاتها وعرضت بشكل موجز أهم القضايا الساخنة في الوقت الحالي. تطورت النكتة السعودية في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا على مستوى العالم العربي، حيث اكتسحت مواقع التواصل الاجتماعي ونقلت «خفة دم شبابنا» وأحوالنا الاجتماعية والفكرية على مدى واسع.

كان الرئيس عبدالناصر يطلب النكتة لا ليضحك، ولكن ليرصد الأفكار الاجتماعية ويتعرف على حال الشعب، وفي المخابرات الألمانية كانت النكتة تقيس المزاج والجو العام للشعب وتتعرف على اتجاهاتهم النفسية والسلوكية. ما يبهج في النكتة ليس فقط الضحكة بعد تلقي المحتوى، لكن الأبعاد النفسية لصانع النكتة أصبحت تعكس غالبا فكرا إيجابيا مستعدا، كمثال لذلك بعد صدور قرار قيادة المرأة السعودية للسيارة أظهر الشعب روح النكتة التي عكست الاستعداد للتغيير والمرونة، وذلك لا يقتصر على قيادة السيارة وحدها، ولكن جميع التغييرات الحديثة.

سنوات من «الشعب غير مستعد» و»إحنا شعب لا يقبل التغيير» وخطابات من الكراهية والعنصرية أنتجت أخيرا شعبا ينتصر على كل شيء بالنكتة، ويفرض فكرته بالنكتة، ويعبر عن رأيه ورغباته بالنكتة.

قيل: «النكتة سلاح من لا سلاح له».