مكة تودع ابن دبيس.. رجل الإنجاز والمصداقية

ودعت مكة أحد أبرز رجال الأعمال فيها، واحتشد الآلاف في مقبرة الشهداء لتشييع جثمان رجل الخير والعطاء ردة بن دبيس الحارثي، وتقاطرت طوابير المعزين إلى منزله بحي الشوقية لمواساة أبنائه «عبدالله، فيصل، خالد، سعد، فهد، راكان» وأقاربه في مشهد يعكس مكانة الفقيد في قلوب من عرفه أو تعامل معه أو كان شاهدا على مواقفه الجليلة.

رحيل ابن دبيس وصفه محبوه بأنه كطيف عابر وحسن خاتمة، إذ إن رحيله المفاجئ يشبه إلى حد كبير شخصيته التي عرفت بالإقدام والسرعة في البذل والعطاء وإسعاد الآخرين، كان كل همه مساعدة الناس، وكان بحسب مقربين حريصا على تنشئة أبنائه على حب الخير ومساعدة المساكين، إذ يقول خالد الحارثي «رحم الله ردة دبيس الذي عرف عنه وأبنائه حبهم للخير ومساهمتهم الفاعلة في العمل التطوعي»، في حين يقول محمد الحارثي «كان الفقيد مثالا للداعم الحقيقي للشباب، إذ إنني كنت من بين شباب قبيلة الشعاعيب من بني الحارث قبل سنوات عدة أشاركهم في الزواج الجماعي، وكان يرحمه الله أحد الداعمين لعرسان تلك الليلة».

ابن دبيس أحد أبرز رجال الأعمال الذي كان لعصاميته دور في إنشاء إحدى أكبر شركات المقاولات في المملكة، بدأ نشاطه التجاري قبل نحو 27 عاما من مسقط رأسه محافظة ميسان، وانتقل إلى مكة المكرمة ليكمل المسيرة بمنظومته التي تعد الآن إحدى الشركات الوطنية التي ساهمت في إنجاز عدد من المشروعات التطويرية في مكة والمشاعر المقدسة، ونفذت مشاريع عملاقة لدرء مخاطر السيول، وإنشاء شبكات المياه والصرف الصحي، يقول أحد مسؤولي الصحة «عرفنا ردة بن دبيس الحارثي رجل الإنجاز والمصداقية في تحقيق ما يقطعه من وعود على نفسه، وكان حريصا على إنجاز العمل في وقت قياسي وبجودة عالية، ويضيف أنني كنت شاهدا على ذلك، إذ إن شركته فازت بعقد تنفيذ 14 مركزا صحيا في المشاعر المقدسة، وتمكن من إنجاز المشروع في غضون أربعة أشهر فقط».

ولم يغفل ابن دبيس خلال رحلة عطائه دعم الشباب السعودي، حيث كان حريصا على استقطابهم في مختلف التخصصات، ويؤكد دائما على أن أبناء الوطن هم ركائز البناء، ولهم دور بارز في تطور الوطن في مختلف مجالاته.