عبدالله المزهر

ذلك ما كنا نبغ!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الثلاثاء - 17 أكتوبر 2017

Tue - 17 Oct 2017

لأني حكيم ـ كما تعلمون ـ فقد قلت سابقا مرارا وتكرارا بأنه من غير المنطقي أن نتحدث عن الفساد في كل زاوية وكل مشروع وكل جهة حكومية وغير حكومية، وأن تنشئ الدولة هيئة لمكافحة الفساد ثم نتخيل بعد كل هذا أن «الرياضة» ستكون مستثناة من هذا الوباء. وأن الفائزين يفوزون فقط لأنهم الأفضل وأن الخاسرين يخسرون فقط لأنهم الأسوأ.

لكن الضوء لم يكن يسلط على فساد الرياضة بسبب فساد الإعلاميين الرياضيين ـ أو كثير منهم حتى لا نقع في فخ التعميم الجميل ـ والذين يفترض أنهم من يفعل هذا.

لكن جل هؤلاء الإعلاميين تفرغوا للمناكفات الصبيانية والحديث نيابة عن «معازيبهم» في الأندية، وحين لا يستطيع رئيس النادي أو عضو الشرف قول شيء بشكل مباشر وصريح ضد منافسيه فإنه يوكل المهمة للإعلامي أو فريق الإعلاميين المنتمين لناديه الذين يسترزقون على مثل هذه المهاترات التي لا تصحح وضعا ولا تكشف فسادا.

وكان الحديث عن «الذمم» بعبعا يخوف به كل من يريد أن يشير بأصبعه إلى الذي ينخر في شجرة الرياضة دون أن يستثني جذورا ولا جذعا ولا أغصانا. لكن الغريب أننا ـ أعني أنتم وحدكم ـ حين نتحدث عن الفساد في المؤسسات الأخرى تقل حساسيتنا تجاه «ذمم» الآخرين. وهذا سر استعصى علي فهم أسبابه.

الدولة آمنت بهذا وأنه لا بد من زلزال يهز أركان الرياضة ونفضها وينخلها لأن الوضع لم يعد يمكن تجاهله وكأنه غير موجود، ولم تعد المسكنات مفيدة في علاج مرض عضال قاتل مميت.

وسواء اتفقت مع رئيس هيئة الرياضة الجديد تركي آل الشيخ أو لم تتفق، أو أعجبتك شخصيته أم لم تعجبك، فإن ما يقوم به هو الذي نادى به كثيرون ممن كاد اليأس يدب في أوصالهم ويصلون لقناعة بأن داء فساد الرياضة لا علاج له، وإن استمر العمل بذات الوتيرة، ولم يستثن أحدا من مقصلة التنظيف ـ وهذا ما أتمناه وأتوقعه ـ فإن تاريخ الرياضة السعودية سيسجل اسمه كواحد من الذين تركوا بصمة حقيقية في مسيرتها. ومن الذين نالوا ثقة فكانوا أهلا لها.

وعلى أي حال..

بالطبع لا أستسيغ ولا أتقبل فكرة إحاطة الإعلامي بالخطوط الحمراء، لكن الإعلام الرياضي كان منفلتا بشكل يستحق بعض التأمل، ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإن سعة الصدر والروح الرياضية أشياء مهمة لكل مسؤول بشكل عام، ولمن يتولى شؤون الرياضة بشكل خاص، الحزم والثقة والصرامة لا يعيبها أن يضاف إليها تقبل النقد والإصغاء، بل إن ذلك دليل آخر على الثقة في النفس وفي صحة القرار.

@agrni