الرحلة الملكية السلمانية لروسيا

الاحد - 15 أكتوبر 2017

Sun - 15 Oct 2017

لاحظ بناتي وأولادي متابعتي لرحلة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لروسيا كونه أول ملك سعودي يزور الكرملين بموسكو، فقد لاحظوا متابعتي متنقلا بين القنوات لمشاهدة لحظات الاستقبال الكبير والتكريم العظيم والاحتفاء البالغ بما يليق بهيبة ملك وعظيم من العرب تحكم وتخدم وترعى بلاده الحرمين الشريفين وتحافظ على الأمن والسلم العالميين.

وقد ذكرتني إحدى بناتي بتخصصي في العلوم السياسية 1405من جامعة الملك سعود كلية العلوم الإدارية قسم العلوم السياسية، حيث طاف خاطري بمن لحقت من أساتذة ودكاترة كرام درست عليهم أمثال عبدالحميد أبوسليمان وعثمان الرواف وعثمان العمودي والصفدي ومطلب النفيسة وغيرهم كثير، وأذكر تلكم الأيام ودراسة مواقف السعودية من الدب الأحمر وعلاقاتنا التاريخية لا سيما فيما يخص الجمهوريات الإسلامية التي كانت تحت حكم الروس، مع أن العلاقة التاريخية تعود معهم حتى إلى ما قبل إعلان اسم المملكة العربية السعودية 1932. وقد مرت هذه العلاقة بمراحل ومحطات توافق وتداخل وفتور إلى أن حط رحله فيها الملك سلمان، بعد ترتيب مهندس هذه الرحلة الأمير محمد بن سلمان برحلاته المكوكية التي مهدت لهذه الزيارة التاريخية.

وتأتي أهمية هذه الزيارة لضرورة إيجاد توازنات عالمية في ظل ظروف مضطربة وأحداث متقلبة.

فالسياسة السعودية تثبت يوما بعد يوم أن المصالح تأتي لتحقيق هذا التوازن من خلال اللقاءات والصفقات والمعاهدات، ولا شك أن هذه الرحلة الملكية السلمانية التي بدأت تتصاعد من مستوى العلاقات التقليدية إلى العلاقات الاستراتيجية تهدف لخلق توازن في العلاقات الدولية، وترجمة لأهمية العمل على التواصل والحوار بين الأديان والثقافات المختلفة لتعزيز مبادئ التسامح، ومكافحة الغلو والتطرف، وتحقيق الأمن والسلم الدوليين، وتوسيع قاعدة المشاركة والتعاون الاقتصادي، والتبادل الثقافي والسياحي بين الدول شرقا وغربا وبما يحقق رؤية 2030.

وفي قمة متابعتي للقنوات لهذه الرحلة الميمونة ذكرتني ابنتي الأخرى بما قلته لهن يوما بإعجابي بشخصية الملك سلمان، إنسان التاريخ والثقافة والإعلام، حيث حظيت وتشرفت بالسلام عليه أكثر من مرة، وفي كل مرة أشعر بهيبة تجلله كملك، وفي نفس الوقت تشعر بشخصية إنسان يحدثك ويخاطبك، وكنت أسمعه عن قرب وهو يتذكر أحداثا تاريخية مكية كنت أتمنى مع الدكتور معراج مرزا لو تدون وتنشر للأجيال الواعدة.

ولا شك أن هذه الزيارة الملكية السلمانية سنشهد فوائدها على المدى البعيد، لاسيما لإخواننا المسلمين الذين ينتشرون في البلاد والجمهوريات المحسوبة في فلك روسيا، وستعود هذه العلاقة بالانفتاح على الأنظمة العالمية باقتصاديات تعود على بلادنا بالخير.

حفظ الله سلمان الملك والدكتور والتاريخ والإنسان، وحفظ الله بلادنا من كل شر.