بدء أعمال الاجتماع الـ25 للمجلس التنفيذي لوكالة الأنباء الإسلامية

السبت - 14 أكتوبر 2017

Sat - 14 Oct 2017

بدأت اليوم أعمال الاجتماع الـ25 للمجلس التنفيذي لوكالة الأنباء الإسلامية الدولية (إينا)، برئاسة وزير الثقافة والإعلام رئيس المجلس التنفيذي للوكالة الدكتور عواد العواد، وبحضور الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف العثيمين، ومدير عام وكالة الأنباء الإسلامية عيسى روبله، وأعضاء المجلس التنفيذي، بمقر الوكالة في جدة.

وقال وزير الإعلام في كلمته: "إن هذا الاجتماع (25) للمجلس التنفيذي لوكالة الأنباء الإسلامية والدورة الخامسة لجمعيتها العمومية يأتي وأمتنا الإسلامية تمر بظروف صعبة، حيث نعاني من مخاطر الإرهاب والتطرف في عدد من الدول، مع تزايد نفوذ الميليشيات ذات الأجندات الخارجية التي تحاول فرضها على مجتمعات ودول بأكملها، وهو ما يجعلنا نتطلع إلى أن يكون هذا الاجتماع منطلقا لتطوير المؤسسات الإعلامية الإسلامية حتى تكون في مستوى هذه التحديات".

وأضاف: لا يخفى عليكم ما تواجهه دول التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن الشقيق وعلى رأسها السعودية، من محاولات لانتقاص أعمالها الإغاثية والإنسانية في اليمن، وتشويه جهودها اعتمادا على معلومات مضللة جمعت من مصادر مشبوهة، كانت وستظل هي السبب الرئيس في معاناة اليمنيين وتردي أوضاعهم.

وأوضح أن هذه التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية ترفع حجم المسؤولية الملقاة على عاتق وسائل الإعلام في دولنا للوقوف مع الحق وإظهاره، وتدعونا إلى الدفع بمؤسسات العمل الإعلامي الإسلامي المشترك مثل وكالة الأنباء الإسلامية لمواجهة محاولات التقليل مع الجهود التي تبذلها الدول الإسلامية في شتى المجالات.

وأبان أن هناك حاجة ملحة لتعزيز دور وسائل الإعلام في البلدان الإسلامية والتأكيد على أهمية التعاون بين الدول الأعضاء في تطوير الآليات والمضامين والأساليب الإعلامية لمحاربة الإرهاب ومكافحة التطرف والقضاء على خطاب الكراهية، مضيفا لا بد أن يحرص إعلامنا على الالتزام بقضايا الأمة الإسلامية، كما نريد إعلامنا مسؤولا يخدم الحقيقة ويعبر عن هموم مواطني الدول الأعضاء، ويتفاعل بأقصى قدر من المهنية والموضوعية مع مختلف الأحداث التي تعيشها المجتمعات الإسلامية.

وأردف العواد: لا شك أن اجتماعكم اليوم لبحث تطوير الوكالة ومناقشة رؤيتها التطويرية ومساعيها للتحول إلى اتحاد لوكالات أنباء الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي يصب إلى هذا الاتجاه، وهو ما يدفعنا إلى مباركة مساعيكم، للمضي قدما في عملية تطوير الوكالة وتحسين أدائها وتطوير قدراتها التقنية ومنتجاتها الإعلامية بما يخدم الأمة الإسلامية ويسهم في إعداد محتوى إعلامي ومضامين صحفية تقوم على التنوع والتعددية.

وأضاف، إن انتشار حركات التطرف والإرهاب وتفشي خطاب الكراهية يضعنا أمام تحديات كبيرة خصوصا ما يتعلق باختطاف عدد من وسائل الإعلام التقليدي والحديث من قبل الإرهاب وداعميه ومموليه، وانطلاقا من التزام المملكة التاريخي بمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله وصورة ومكافحة التطرف وخطاب الكراهية فقد تقدمت بمشروع قرار بالتعزيز دور الإعلام في هذا المجال إلى المؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام، وقد نص القرار الذي تم اعتماده ونال استحسان الدول الأعضاء على (إدانة وتجريم أي وسيلة إعلامية تروج وتحرض على الإرهاب)، كما أن ذكر القرار للتأكيد على دور وسائل إعلام دول منظمة التعاون الإسلامي في مواجهة الإرهاب دوليا والتعريف بالصورة الحقيقية للإسلام وأنه دين تسامح يدعو للتعايش مع كل البشر.

وتابع: إن الرهان على الإعلام في سبيل الدفاع عن قضايانا هو رهان ناجح خصوصا إذا تأملنا الكم الهائل من المضامين وبيان زيفها، حماية للوعي الفكري لمواطنينا وتعزيزا لقيم الوسطية والاعتدال".

وأكد أهمية خروج الاجتماع بآليات واضحة لتطوير العمل الإعلامي المشترك، سائلا الله أن يجمع كلمة الأمة الإسلامية على الحق والهدى والصلاح.

عقب ذلك، بارك العثيمين للوكالة المقر في حلته الجديدة، واستحداثها مركزا للتدريب الإعلامي خلال هذه السنة، للإسهام في إعداد إعلاميين أكفاء قادرين على إبراز قضايا العالم الإسلامي وعرضها بصورة أكثر مهنية وإقناعا.

وأشاد بالموقع الالكتروني للوكالة الذي أصبح أكثر تطورا وثراء وتفاعلية، والذي يتضمن الأخبار والتقارير اليومية والدورية.

وقال: إن منظمة التعاون الإسلامي تدرك تماما التحدّيات والمشكلات التي يمر بها العالم الإسلامي، وفي مقدمتها القضية المحورية للمنظمة ألا وهي قضية فلسطين والقدس الشريف، وانتشار التطرف والإرهاب، وقصور عمليات التنمية ومكافحة الفقر، إلى جانب النزاعات العالقة التي طال أمدها حتى أصبحت خطرا يهدد السلم والاستقرار الإقليمي والدولي.

وأبان بأن المنظمة في تعاطيها مع هذه التحديات والمشاكل تنوّع أدواتها وأساليبها، حيث إن من بين تلك الوسائل الإعلام والدبلوماسية العامة التي تُعدُّ من أهم هذه الأدوات التي أخذت حيّزا بارزا في برنامج خطة عمل المنظمة حتى العام 2025، إيمانا منها بالدور الرئيس للإعلام في الترويج لأهداف المنظمة ومقاصدها.

وأضاف أن منظمة التعاون الإسلامي أنجزت استراتيجية إعلامية طموحة، لتوظيف الإعلام في معالجاتها لقضايا الأمة الإسلامية، بالتوازي مع المعالجات الإنسانية والاقتصادية والسياسية الأخرى.

وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية ركزت على عدة أولويات أهمها: رفع مستوى إبراز القضية الفلسطينية، وفضح انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في وسائل الإعلام كافة، والتعريف بقضايا الأمة الإسلامية في شتى المجالات، وتعزيز الظهور الإعلامي للمنظمة، إضافة إلى إبراز الصورة الحقيقية للمبادئ السمحة للدين الإسلامي.

وأضاف: تعلمون أن الوكالة التي تجتمعون اليوم لمناقشة خطط عملها والنهوض بها، هي أحد الشركاء الأساسيين الذين تعوّل عليهم المنظمة في إنجاز هذه الاستراتيجية والمشاريع المرتبطة بها.

وأكد العثيمين أن وجود مؤسسة إعلامية دولية ملتزمة بأهداف منظمة التعاون الإسلامي وميثاقها وخطط عملها، كما هو الحال بالنسبة لوكالة الأنباء الإسلامية الدولية، أمر من الأهمية بمكان، خصوصا في هذه المرحلة الحرجة التي أصبح الإعلام فيها ساحة لصراع الأفكار، ومجالا خصبا تستغله التنظيمات المتطرفة، ودعاة الإسلاموفوبيا لتشويه القيم الإسلامية وإلحاق الضرر بها، الأمر الذي يستدعي وجود مؤسسة إعلامية تقارع الحجة بالحجة، وتعضد جهود المنظمة في تنوير الرأي العام الدولي، وفك الترابط الوهمي الذي يحاول المغرضون نسجه بين الإسلام والإرهاب.

واستذكر العثيمين، القرار الصادر عن المؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام في دورته الحادية عشرة المنعقدة بمدينة جدة في 2016، القاضي بدعم مؤسسات العمل الإعلامي الإسلامي المشترك، وعلى رأسها وكالة الأنباء الإسلامية الدولية، وتطوير فاعليتها، كما يدعو الدول الأعضاء إلى تسديد مساهماتها في ميزانيتها، والإسهام في أعمالها بفاعلية، والاستفادة من الخدمات التي تقدمها.

وأكد العثيمين حرص المنظمة على دعم الوكالة التي تُعدُّ أبرز أذرعها الإعلامية، حيث أبرمت الأمانة العامة معها مذكرة تفاهم لتعزيز العمل في المجالات ذات الاهتمام المشترك، كما دعمت خطط تطويرها وإعادة هيكلتها وفقا للقرارات الصادرة بهذا الخصوص.

وقال، كما تعلمون فإن الوكالة الآن مقبلة على مرحلة جديدة، تعكسها الرؤية التطويرية الموضوعة بين أيديكم في هذا الاجتماع، ومساعيها للتحول إلى اتحاد لوكالات أنباء الدول الأعضاء في المنظمة، بكل ما يعنيه ذلك من تعزيز التنسيق بين هذه الوكالات، ورفع مستوى التغطية الإعلامية للقضايا الإسلامية البارزة، وتشجيع الاستثمار في الكوادر البشرية العاملة في قطاع الإعلام في الدول الأعضاء لصقل مهاراتهم، والرفع من أدائهم المهني والإعلامي؛ وهي مساعٍ تتقاطع مع الاستراتيجية الإعلامية للمنظمة، وتجسد في أهدافها العامة الغاية التي تتوخاها منظمة التعاون الإسلامي من العمل الإعلامي ومؤسساته في الدول الإسلامية الدولية.

ودعا الدكتور العثيمين الدول الأعضاء لدعم هذه المساعي، والخروج بها من الحيز النظري إلى فضاء التطبيق، ومن طور النمو إلى طور الاكتمال.

بدوره، أوضح روبله أن الوكالة أنشئت لهدف نبيل، بأن تكون منصة إعلامية لخدمة الإعلام الإسلامي والتقريب بين الشعوب الإسلامية من خلال تبادل الأخبار.

وأشار إلى أنها مهمة في سياقها بقدر أهمية المؤسسات المنبثقة عن المنظمة، كما أن لها علاقاتها الوثيقة مع وكالات الأنباء في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي كافة، وكذلك مع اتحادات الوكالات القارية والعالمية.

وأفاد بأن الرؤية التطويرية للوكالة التي قدمتها للمجلس التنفيذي، هي خطة للنهوض بالوكالة تم إعدادها من خلال الممارسة والواقع والتواصل مع الوكالات الأعضاء، وهي محاولة منا لتطوير الوكالة، وتقديم أبرز الاقتراحات التي تحتاجها لتفعيل أدوارها، لافتا إلى أنه على ثقة من دعم أعضاء المجلس التنفيذي لهذه الرؤية، حتى تتمكن الوكالة من لعب دورها.

وكشف أن الغاية من الرؤية التطويرية تنحصر في أمر جوهري ومهم وهو تعديل النظام الأساسي للوكالة لتصبح اتحاد وكالات أنباء الدول الأعضاء في المنظمة، بدلا من وكالة أخبار، تطبيقا لميثاق تأسيس الوكالة الذي ينص على أن من أهدافها المستقبلية أن تكون بمثابة اتحاد لا مجرد وكالة أخبار عادية.

كما اعتمد روبله قرارات، وأقر رفعها للدورة الخامسة للجمعية المقرر عقدها يوم غد في مقر الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، وهي خطط النهوض بعمل الوكالة وتحويلها إلى اتحاد، ومشاريع إعلامية تتعلق برنامج منظمة التعاون الإسلامي 2025، وأخرى تتعلق بدور وكالات الأنباء في الدول الأعضاء لدى منظمة التعاون الإسلامي في مساندة قضية فلسطين والقدس الشريف (استنادا إلى قرارات المؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام).

كما شملت القرارات دعم العمل المشترك لوكالات الأنباء الوطنية في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، والتأكيد على دور مركز التدريب في دعم قدرات الإعلاميين في وكالات الأنباء الأعضاء، ودور وكالات الأنباء في مكافحة خطاب الإرهاب والإسلاموفوبيا، والمشاركة في جائزة منظمة التعاون الإسلامي، إضافة للتأكيد على دور وكالات الأنباء في دعم تنفيذ البرنامج الإعلامي الخاص بالقارة الأفريقية.

حضر الاجتماع أعضاء المجلس التنفيذي وهم : الدائمون: المملكة (دولة المقر)، دولة فلسطين، منظمة التعاون الإسلامي، والمجموعة العربية: الجمهورية اليمنية، وجمهورية مصر العربية، ومملكة البحرين، والمجموعة الأفريقية: مالي، السنغال، النيجر، والمجموعة الآسيوية:، تركيا، باكستان.

من جهة أخرى، تجول وزير الثقافة والإعلام والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، وأعضاء المجلس التنفيذي ومديرو ورؤساء وفود وكالات الأنباء المشاركة في الاجتماع بجولة داخل أقسام وكالة الأنباء الإسلامية شملت: قسم اللغة الفرنسية واللغة الإنجليزية واللغة العربية وقسم التحرير، كما اطلعوا على مركز التدريب الذي يحتوي على 10 قاعات تدريب.

كما قدم المدير العام لوكالة الأنباء الإسلامية درعين تذكاريين لمعالي وزير الثقافة والإعلام ومعالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، ثم التقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة.

وتعقد غدا في مقر الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي الدورة الخامسة للجمعية.