مشروع تحول ضمن رؤية وطن

السبت - 14 أكتوبر 2017

Sat - 14 Oct 2017

عندما نعانق السماء بطموحاتنا فلا يمكن لنا النظر إلى ما هو دون ذلك، فعندما يسترق العداء النظر إلى من هو خلفه فهو يتأخر بالمنافسة وقد يخسر السباق. كان للاحتفال الوطني في منطقة الجوف وأوبريت «دولة رجال» صدى إعلامي وتغطية واسعة يشكر عليها نائب أمير منطقة الجوف، صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد، حيث إنها سابقة في المنطقة ومؤشر قيادي بروح شبابية تواقة لإحداث فرق في التنمية ودفع لعجلة التطور الطبيعي. هناك الكثير من المخلصين والمتحمسين الذين ما زالوا يراوحون أماكنهم ينتظرون من يسلمهم الشارة للانطلاق والمشاركة بكل حماس وفخر في هذه التنمية مع وجود قيادة مدركة ولماحة أدركت مبكرا القصور من الجهات المعنية، وهذا كفيل بأن يدفع الجميع للمشاركة في التنمية بمساحات متساوية وقد يتسع صدر سمو نائب أمير الجوف لبعض الاقتراحات.

التشجيع على المبادرة، حيث إن المبادرة وبالتجربة العالمية من سنغافورة وكوريا وماليزيا ودبي وغيرها كانت صانعة للمجد ومن المناسب لتشجيع ذلك إنشاء مكتب معني بالمبادرات يستقبل جميع المبادرات من الجهات الرسمية والمواطنين لدراستها وعرضها على سموكم لتبني ما هو مناسب لتفعيله ونقله من فكرة إلى برنامج. والمبادرات لا تنتهي، فقد تكون اجتماعية أو تنظيمية أو سياحية أو..إلخ، فمثلا لو تخيلنا أن صاحب السمو أعلن عن مبادرة خاصة بحضوره شخصيا لأي زواج عائلي مختصر نكون قد تخلصنا من المبالغات والإسراف وتحفيز الشباب على الزواج فله أجرها وأجر من عمل بها، مع ملاحظة أن الإحصائيات الصادرة في المهور والزواج تشير إلى أن مدينة سكاكا بالمراتب المتقدمة.

تمتلك بعض المناطق هيئة عليا للتطوير، هناك حاجة إلى مكتب أو لجنة تطوير منطقة الجوف كنواة للهيئة بالمستقبل بإذن الله تعنى بالتنسيق والدراسة والمشاريع لتطوير المنطقة بطريقة استراتيجية تجنبنا الوقوع في أخطاء من سبقنا في خطط التنمية والتطوير، بما في ذلك ربط جميع المشاريع من خلال نظام الكتروني موحد لجميع الجهات الحكومية، يمكن من قياس الأداء ومراقبة مستوى الإنجاز بطريقة شفافة ودقيقة تضمن الجودة والجهد والتكاليف، وفي المدينة المنورة مثال على ذلك.

يجب استثمار جامعة الجوف بكل مكوناتها وإمكانياتها بطريقة ملموسة وعملية تنعكس على المجتمع والبيئة، حيث يعتمد ترتيب وتقييم الجامعات دوليا بمقدار الأبحاث والدراسات، ومقدرة الجامعة على حل مشاكل المجتمع وتطويره، فقد استخدمت الجامعة عبارة «إحدى معالم النهضة الوطنية في شمال المملكة» وقد يكون من الأنسب أن تكون مصدر النهضة وليس معلما، فالجامعة بحاجة إلى صدمة كهربائية لتدرك حجم العقول والكوادر البشرية والمالية التي لم تفعل حتى الآن، فقد أصدرت وزارة الداخلية مؤخرا إحصائية خاصة بجرائم الاعتداء على النفس بالمملكة، وللأسف تعد الجوف من المناطق المتقدمة بذلك فلا أثر للجامعة لا بالتشخيص ولا في المعالجة، بل كان من واجبها المبادرة والتنبؤ العلمي، ويمكن القياس على ذلك في كل المجالات.

الخدمات الصحية في منطقة الجوف قد تحتاج إلى «دقيقة صمت»، فقد كتب أحدهم في مدخل إحدى مستشفيات سكاكا «أمي ماتت هنا الله لا يسامح من كان السبب»، وما زالت دقيقة الصمت مستمرة ومعاناة الأهالي في منطقة الجوف في سوء الرعاية الصحية وضبابية مشروع مدينة الأمير محمد بن عبدالعزيز الطبية، حيث كان من المقرر لها استقبال المرضى في نهاية 2017. إن أولى الأولويات لأهالي المناطق الشمالية كافة هو هذا المشروع فأين نحن الآن؟

دفعنا حضور وحماس نائب أمير منطقة الجوف إلى الكتابة إلا أن هذا المقال لا يلخص جميع الأفكار أو الأولويات والاحتياجات، وهناك الكثير مما يمكن قوله، كما أعتقد جازما بأن سموه يدرك جيدا بأن المطالبات لا تعني الاحتياجات، فهل يمكننا أن نقدم الاحتياجات على المطالبات، فالحكمة ضالة المؤمن.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال