آل الشيخ.. هدية ولي العهد للرياضة السعودية

السبت - 14 أكتوبر 2017

Sat - 14 Oct 2017

رغم أني رياضي وقمت بعدة مبادرات تطوعية لخدمة الشباب الرياضي، إلا أنني لم أكتب مقالا واحدا في الرياضة من قبل، إلا أن إطلالات وجه السعد، ولي العهد، في مباراة المنتخب السعودي أمام المنتخب الياباني التي كانت فأل خير على الكرة السعودية في مشهد أسعد كل الشعب السعودي، جعل قلمي يتحرك بتلقائية ليكتب أول مقال رياضي، حيث أصبح المجال الرياضي أكثر جاذبية من قبل. وعلى الرغم من تحفظي على طريقة تعاطي الإعلام مع الرياضة التي تحمل الروح الرياضية بعكس إعلامها الرياضي الذي افتقد في أحيان كثيرة لتلك الروح، ولا أنكر وجود بعض النماذج المميزة من الإعلاميين الذين يتعاطون مع الرياضة بشكل مهني، ولكن التطورات الأخيرة التي أحدثها سمو سيدي أمير الشباب ولي العهد ابتداء من حضوره مباراة السعودية واليابان والتي تأهل فيها منتخبنا إلى كأس العالم بروسيا، ومرورا بتعيين معالي تركي آل الشيخ رئيسا لهيئة الرياضة السعودية الذي حقق الكثير من تطلعات وأفكار انتظرها الوسط الرياضي من سنين ليغير مسار الرياضة نحو العالمية.

ولا يختلف اثنان على مدى أهمية الرياضة في حياة العالم، فقد أصبحت الشغل الشاغل لشعوبه وقياداته، وقد أبرزت دولا ولاعبين عالميا بطريقة حضارية، وأصبحت صناعة تدر المليارات على اقتصادات الدول، ونافذة على العالم، فالكل يعرف البرازيل والأرجنتين ليس لأنهما بلدان زراعيان، بل لأن منتخبيهما أبطال لكأس العالم، ويلعب لهما بيليه ومارادونا، وتعرفنا على الكاميرون لأن صامويل إيتو يلعب لها. وجعلت الرياضة بعض اللاعبين أشهر من بعض رؤساء دول كـ«ميسي» و«رونالدو».

ونحن في السعودية كانت إطلالاتنا في كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية تعادل في قيمتها مئات الملايين من تكاليف حملات دعائية لتقديم السعودية للعالم، وبعد سلسلة من النسخ التي تواجدت فيها السعودية بكأس العالم رغم حضورها الباهت، غابت شمس الكرة السعودية لنسختين من كأس العالم، لتعود للتأهل من جديد للبطولة العالمية الأولى شعبيا وبحضور وجه السعد ولي العهد، وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان الذي يعلم مدى أهمية وصول السعودية لهذا المحفل العالمي الكبير.

ولأن المرحلة تتطلب الكثير، وبما أن الطموحات لدى سموه ليس لها سقف إلا السماء، أوكل المهمة لرجل المهمة والمرحلة، رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ، ليوجه بوصلة الرياضة السعودية نحو الاتجاه الصحيح في خطوات وقرارات غير مسبوقة اختصرت الزمن، ونفضت غبار السنين التي أخفت ملامح الكرة السعودية، حيث أحدث عاصفة حزم وتحفيز من خلال قرارات تاريخية ولجان متنوعة، ورسم رؤية وأهدافا جديدة تتواكب مع رؤية 2030 مستمدا قوته من الدعم اللامحدود من ولي العهد، ليبدع ويسير بالرياضة نحو عالم الاحتراف الحقيقي.

ولا شك أن الشخصية الحازمة والمحفزة بنفس الوقت التي يتمتع بها معاليه هي ما جعل من قراراته تختصر الزمن في سبيل تطوير الكرة السعودية. وأجزم بأننا سنذهب بعيدا في حال مواصلة هذه الروح العالية، ولن تكون الرياضات الأخرى خارج حسابات رئيس هيئة الرياضة، الجماعية منها والفردية، وكذلك الرياضة المدرسية والجامعية، ورياضة الحواري المنبع الأول للمواهب الرياضية.

ورغم أن مشوار بناء جيل رياضي قوي وموهوب يتطلب الوقت والمال، إلا أن السعودية تمتلك المال والمواهب والإرادة حيث كان ينقصها إدارة قوية، ومع قدوم معاليه وجدت الرياضة السعودية ضالتها والتي فقدت بريقها مع رحيل الأمير فيصل بن فهد رحمه الله، رغم جهود من جاء من بعده من رؤساء لرعاية الشباب وهيئة الرياضة، لتعود الروح للرياضة السعودية من جديد بقيادة آل الشيخ الذي جدد شباب الرياضة، بعد أن كادت أن تشيخ، وها هو يقود الرياضة لمرحلة جديدة نحو مصاف الدول العالمية في هذا المجال.

وفي النهاية نشكر أمير الشباب، ووجه السعد، ولي العهد على الدعم اللامحدود للرياضة والرياضيين، ونتمنى من الله التوفيق لمعالي رئيس هيئة الرياضة في كل ما يقوم به من أجل تطوير الرياضة السعودية، وفق معايير الشفافية والقضاء على الفساد بأشكاله المتعددة، والوقوف في نفس المسافة عن جميع أندية الوطن، ليحقق العدالة والمساواة، ويحلق برياضة الوطن فوق سماء الإبداع والإنجازات.