فرحة ممزوجة بالحذر في غزة بعد المصالحة

الجمعة - 13 أكتوبر 2017

Fri - 13 Oct 2017

لم يستغرق الأمر طويلا بعدما انقشع دخان الألعاب النارية عن سماء غزة كي يبدأ بعض الفلسطينيين في التساؤل عما إذا كانت اتفاقية الوفاق الوطني بين أقوى فصيلين فلسطينيين ستصمد.

وخرج آلاف إلى الشوارع الليلة قبل الماضية للاحتفال بالاتفاق بين حركتي فتح وحماس الذي وقع في القاهرة. وانطلقت الأغاني الوطنية عبر مكبرات الصوت فيما لوح الشبان بالأعلام الفلسطينية والمصرية ورقصوا وتعانقوا.

وقال علي متولي مهندس الكمبيوتر البالغ من العمر 30 عاما «أنا سعيد، بل أنا أسعد واحد»، ومضى قائلا «لكن هل أنا مش خايف ينتهي كل هاد بخيبة أمل؟ قادتنا علمونا أنه من السهل جدا يخيبوا أملنا، بتمنى أن لا يفعلوا هذه المرة».

وبموجب اتفاقية الوفاق الوطني الفلسطيني ستسلم حماس إدارة قطاع غزة ومن بين ذلك السيطرة على معبر رفح الحدودي للحكومة التي تدعمها حركة فتح.

ويرجح محللون أن تصمد هذه الاتفاقية أكثر من سابقاتها نظرا للعزلة المتزايدة التي تعاني منها حماس وإدراكها لمدى صعوبة حكم غزة وإعادة إعمارها بعد أن أصاب الحصار المفروض على القطاع الاقتصاد بالشلل ودمرت الحروب مع إسرائيل البنية التحتية.

ويمكن‭‭ ‬‬ أن تؤدي سيطرة السلطة الفلسطينية، التي تهيمن عليها فتح وتمارس حكما ذاتيا محدودا في الضفة الغربية المحتلة، على معابر غزة الحدودية مع مصر وإسرائيل إلى سهولة أكبر في حركة السكان والبضائع عبر الحدود.

ووفقا للاتفاق سينضم 3 آلاف من أفراد الأمن بفتح إلى شرطة غزة لكن ستظل حماس صاحبة أكبر فصيل فلسطيني مسلح، إذ إن لها ما يقدر بخمسة وعشرين ألف مقاتل مسلحين تسليحا جيدا.

وتناقش حماس وفتح أيضا الموعد المحتمل للانتخابات الرئاسية والتشريعية وإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية المسؤولة عن مساعي السلام مع إسرائيل المتعثرة منذ فترة طويلة.

وأجريت آخر انتخابات تشريعية في 2006 وحققت فيها حماس فوزا مفاجئا. وأجج هذا الشقاق السياسي بين حماس وفتح مما أدى لاندلاع الاقتتال بينهما في غزة.

ويرى المعلق السياسي مصطفى إبراهيم أن على الفلسطينيين توخي الحذر نظرا لأن هناك قضايا رئيسية مثل موعد الانتخابات والاتفاق على أجندة سياسية واحدة ما زالت عالقة.

وكتب على فيس بوك «سنظل ننتظر الرئيس وقلبه الكبير، وهذا غير مبشر ويدعونا للحذر».

وأضاف «كيف سيدعم المواطنون المصالحة ولم يتم إنهاء الانقسام بشكل جذري وقضايا وتفاصيل مهمة مؤجلة وقابلة للتأويل والخلاف».

الأكثر قراءة