استراتيجية جديدة لترمب ضد إيران والمملكة ترحب

الجمعة - 13 أكتوبر 2017

Fri - 13 Oct 2017

أعلن البيت الأبيض في بيان أمس أبرز نقاط الاستراتيجية الجديدة للرئيس دونالد ترمب حيال إيران. وبدأ البيان باقتباس جملة لترمب أكد فيها أنه قد «آن الأوان لأن ينضم إلينا العالم كله في مطالبة الحكومة الإيرانية بإنهاء سعيها إلى الموت والدمار».

الاستراتيجية الجديدة

وجاء في أبرز نقاط تفاصيل الاستراتيجية الجديدة للرئيس الأمريكي تحت عنوان «العناصر الرئيسية في استراتيجية الرئيس الجديدة نحو إيران» أن الرئيس ترمب وافق عليها بعد التشاور مع فريقه للأمن الوطني، مشيرا إلى أن الاستراتيجية هي حصيلة 9 أشهر من المشاورات مع الكونجرس ومع الحلفاء حول أفضل الطرق لحماية الأمن الأمريكي».

  • وأوضح البيان أن الاستراتيجية الجديدة ترتكز على عدد من العناصر الأساسية، وهي:

  • التركيز على تحييد نفوذ حكومة إيران في زعزعة الاستقرار والحد من عدوانيتها، خاصة دعمها للإرهاب والميليشيات.

  • إعادة تنشيط تحالفات الولايات المتحدة وشراكاتها الإقليمية لتكون كالحصن ضد التخريب الإيراني.

  • استعادة التوازن الأكثر استقرارا للقوى في المنطقة والعمل على منع النظام الإيراني وبشكل خاص الحرس الثوري من تمويل أنشطته الخبيثة التي يبتزها من ثروة الشعب الإيراني.

  • مواجهة التهديدات الموجهة إلى الولايات المتحدة وحلفائها من خلال الصواريخ الباليستية والأسلحة الأخرى.

  • السعي لحشد المجتمع الدولي لإدانة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يقترفها الحرس الثوري واحتجازه غير العادل للمواطنين الأمريكيين والأجانب باتهامات مزيفة.

  • الولايات المتحدة ستغلق جميع الطرق أمام النظام الإيراني للوصول إلى السلاح النووي.


تصدير العنف

وتحت عنوان «طبيعة النظام الإيراني تحت قيادة المرشد الأعلى خامنئي»، أشار البيان إلى أن خامنئي عمل على مدى سنوات على تطبيع النظام الإيراني بطبعه الخاص، وأن خامنئي والحرس الثوري اتبعا سياسة ثابتة في نشر الأيديولوجية الثورية لتقويض النظام الدولي والعديد من الدول عبر القوة والتخريب، مستهدفا بشكل رئيسي ولا يزال الولايات المتحدة التي يسميها الشيطان الأكبر.

وأفاد البيان بأن إيران تحت قيادة خامنئي تصدر العنف وتزعزع استقرار جيرانها وترعى الإرهاب في الخارج، بينما في داخل إيران فإن الحكومة تحت قيادة خامنئي تقمع الشعب الإيراني وتستغل حقوقه وتقيد وصوله إلى الانترنت والعالم الخارجي، وتزور الانتخابات وتطلق النار على الطلاب المحتجين في الشارع، وتسجن الإصلاحيين السياسيين مثل مير حسين موسوي ومهدي كروبي.

تهديدات النظام

وتحت عنوان «تهديدات النظام الإيراني»، لفت البيان إلى أن السلوك المتهور للنظام الإيراني وللحرس الثوري بشكل خاص يشكل واحدا من أخطر التهديدات لمصالح الولايات المتحدة والاستقرار بالمنطقة، واستفادة النظام الإيراني من الصراعات وعدم الاستقرار لتوسيع نفوذه الإقليمي بشكل عدواني وتهديد جيرانه بشكل لا ينتج عنه إلا القدر القليل من تحميل النظام محليا ودوليا لمسؤوليته عن أفعاله هذه. وأكد البيان أن هذا التوسع العدواني للنظام الإيراني حدث بعد الظهور الحديث لداعش بسبب الفراغ الذي خلقته إدارة أوباما في الانسحاب غير المدروس من المنطقة.

النطاق الخبيث

وكشف البيان أن النطاق الكامل لخبث النظام الإيراني يمتد إلى أبعد من التهديد النووي الذي يشكله، مشيرا في هذا الصدد إلى تطوير ونشر النظام الإيراني للصواريخ الباليستية، والدعم المالي للإرهاب والتطرف، ودعم الفظائع التي يرتكبها نظام الأسد ضد الشعب السوري والتهديد المستمر لحرية الملاحة البحرية، خاصة في الخليج العربي والهجمات الالكترونية ضد الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها في الشرق الأوسط، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والاحتجاز التعسفي للأجانب بمن فيهم المواطنون الأمريكيون بتهم مزيفة ودون مراعاة للأصول القانونية.

عيوب أوباما

وتحت عنوان «الحاجة إلى استراتيجية شاملة» أشار البيان إلى أن الإدارة السابقة قد سمحت بتركيزها الفاقد للبصيرة على البرنامج النووي واستبعاد العديد من الأنشطة الخبيثة الأخرى للنظام لوصول النفوذ الإيراني إلى مستوى خطير. وقال: إنه خلال العقد ونصف العقد الماضيين أعطت الولايات المتحدة وبشكل مستمر الأولوية لتهديد المنظمات السنية المتطرفة على حساب التهديد ذي المدى البعيد للميليشيات المدعومة من إيران، وأن الولايات المتحدة ومن خلال قيامها بهذا الأمر تكون قد أهملت التوسع المطرد لإيران عبر القوى الموالية لها وعبر الشبكات الإرهابية الذي استهدف إبقاء جيران إيران ضعفاء وغير مستقرين في محاولة للسيطرة على الشرق الأوسط. وأشار في هذا الخصوص إلى محاولات النظام الإيراني أخيرا تسريع إنشاء هذه الشبكات المزودة على نحو متزايد بأسلحة مدمرة، وذلك في سبيل تأسيس جسر من إيران إلى لبنان وسوريا.

تصحيح الأخطاء

وشدد البيان على أن إدارة الرئيس ترمب لن تكرر هذه الأخطاء، وأن سياسة إدارة ترمب حيال إيران ستعالج مجمل هذه التهديدات من الأنشطة الخبيثة من حكومة إيران وستسعى إلى تغيير سلوك النظام الإيراني، كما ستنجز هذه الأهداف من خلال استراتيجية تقوم على تحييد ومواجهة التهديدات الإيرانية وبشكل خاص تلك التي يشكلها الحرس الثوري.

مكافحة الحرس الثوري

وتحت عنوان «مكافحة الحرس الثوري» أوضح البيان أن الحرس الثوري هو الأداة والسلاح الرئيس للمرشد الأعلى خامنئي في إعادة صنع إيران كدولة مارقة، مشيرا إلى أن الهدف المعلن من تأسيسه هو تخريب النظام الدولي، وأن نفوذ وقوة الحرس الثوري يزدادان مع مرور الوقت، في الوقت نفسه الذي يظل فيه الحرس الثوري غير خاضع للمساءلة من الشعب الإيراني لتبعيته المباشرة لخامنئي فقط.

أيادي الحرس الثوري

وأكد في هذا السياق أنه من الصعوبة أن يكون هناك صراع أو معاناة للناس في الشرق الأوسط دون أن يكون للحرس الثوري يد فيها، موضحا أن الحرس الثوري غير خاضع للمساءلة من القادة المنتخبين في إيران أو من الشعب، حيث سعى الحرس الثوري إلى السيطرة على أجزاء كبيرة من الاقتصاد الإيراني وخنق المنافسة، وعمل على إضعاف وتقويض الدول المجاورة لإيران، وتكريس الفوضى وعدم الاستقرار، وهو المناخ الذي يزدهر فيه الحرس الثوري.

مجازر في سوريا

ولفت البيان إلى تسليح الحرس الثوري الإيراني لبشار الأسد وتوجيهه بتنفيذ المجازر ضد شعبه في سوريا، وتغاضيه عن استخدام بشار للأسلحة الكيميائية، كما سعى الحرس الثوري إلى تقويض المعركة ضد داعش عبر التأثير على الميليشيات الواقعة تحت سيطرته في العراق.

الحوثي دمية طهران

وفي اليمن أوضح البيان أن الحرس الثوري حاول استخدام الحوثيين كدمى لإخفاء دور إيران في استخدام صواريخ متطورة وقوارب متفجرة لمهاجمة المدنيين الأبرياء في المملكة العربية السعودية والإمارات، فضلا عن تقييد حرية الملاحة في البحر الأحمر، وهدد بهجمات إرهابية في الولايات المتحدة، مشيرا إلى تآمر قائد في الحرس الثوري لاغتيال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة عادل الجبير على الأراضي الأمريكية في 2011.

إحباط مخططات

وبين البيان في هذا السياق أن العمل الاستثنائي للاستخبارات ورجال الأمن قد كشف وعطل هذا العمل الفظيع الذي كان الحرس الثوري يعتزم تنفيذه وهو الهجوم الإرهابي والاغتيال في عاصمة الولايات المتحدة الذي كان سيؤدي ليس فحسب إلى مقتل دبلوماسي سعودي وإنما أيضا إلى عدد من الناس الأبرياء في مطعم معروف بالعاصمة واشنطن.

تهديد الاقتصاد الدولي

وقال: إن الحرس الثوري الذي أظهر مرارا عداء متهورا وعدم احترام للقوانين والأعراف التي تدعم النظام الدولي، إنما يهدد جميع الدول والاقتصاد العالمي، وإن شركاء الولايات المتحدة في المجتمع الدولي يتفقون مع الولايات المتحدة على أن سلوك الحرس الثوري المتهور يهدد السلم والأمن الدوليين، كما يوافقون على أن الحرس الثوري الإيراني يثير الطائفية ويديم الصراع الإقليمي، ويوافقون أيضا على أن الحرس الثوري يشارك في ممارسات اقتصادية فاسدة تستغل الشعب الإيراني وتقمع المعارضة الداخلية وحقوق الإنسان وازدهار الاقتصاد الإيراني.

التعاون مع الشركاء

وأكد البيان في هذا الخصوص أنه من أجل جميع هذه الأسباب فإن الولايات المتحدة تريد أن تعمل مع شركائها من أجل مكافحة هذه المنظمة الخطيرة وذلك لمصلحة السلم والأمن الدوليين والاستقرار الإقليمي والشعب الإيراني.

النووي الإيراني

وجاء آخر عنوان في بيان البيت الأبيض عن استراتيجية الرئيس الأمريكي ترمب حيال إيران تحت عنوان «البرنامج النووي الإيراني وخطة العمل الشامل المشتركة»، أشار فيها إلى أن أنشطة النظام الإيراني قد قوضت وبشدة أي مساهمة إيجابية «للسلام والأمن الإقليمي والدولي» التي سعت خطة العمل الشامل المشتركة لتحقيقها. وقال: فيما يتعلق ببرنامج العمل الشامل المشترك، فإن للنظام الإيراني نمطا مزعجا من السلوك يسعى من خلاله إلى استغلال الثغرات واختبار حزم المجتمع الدولي.

تحد نووي

وأفاد البيان بأن القادة العسكريين الإيرانيين قد صرحوا بأنهم لن يسمحوا للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش منشآتهم العسكرية، مؤكدا أن هذه التصريحات تحد يتعارض مع التزام إيران بموجب برنامج العمل الشامل المشترك والبروتوكول الإضافي. ولفت إلى أن هذه المنظمات (قد تكون إشارة لمنظمة الحرس الثوري وتوابعها)، كانت قد أخفت منشآت نووية في المواقع العسكرية. وأكد البيت الأبيض في ختام البيان الصحفي أنه لا يمكن التسامح مع هذا السلوك، فالاتفاق يجب تنفيذه بشكل صارم ويجب أن تعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الاستفادة الكاملة من سلطات التفتيش التابعة لها».