وثائقي يكشف خفايا البؤس والموت لعمال تشييد منشآت كأس العالم 2022 في قطر

الاثنين - 09 أكتوبر 2017

Mon - 09 Oct 2017

كشف فيلم وثائقي عن بطولة كرة القدم السنوية المقامة للعمال الأجانب في مخيمات العمال المهاجرين القطرية، كثيرا من خفايا البؤس والشقاء التي تمارسها السلطات القطرية ضد هؤلاء العمال.

وذكرت صحيفة الجارديان على موقعها، نقلا عن الفيلم الذي أعده آدم سوبل، أن هؤلاء العمال يقطنون مواقع متهالكة في موقع معسكر أم صلال الذي يحتضن ما يزيد عن 7000 عامل من الهند وبنغلاديش والفلبين ونيبال وأفريقيا، والذين يعتبرون العمال الأكثر فقراً في العالم في البلد الأغنى في العالم. ناهيك عن تلك المصاعب التي لا حصر لها، بحسب الصحيفة، والتي يُجبر هؤلاء العمال على تكبد عناء القيام بها يومياً والتي تم توثيقها بشكل كامل، خصوصاً حينما يهمّون بالتوجه إلى عملهم المنهك للغاية والقاتل في غالب الأحيان لبناء البنية التحتية التي تحتاجها قطر لتنظيم كأس العالم 2022.

وتضيف: إنهم يعملون لساعات طويلة في ظروف خطرة، وأجواء حارة، وبيئة غابرة مقابل أجرٍ مادي لا يزيد عن 200 دولار في الشهر.

انتهاكات ممنهجة

وجاء تقرير صدر مؤخراً عن هيومن رايتس ووتش بتقديراتٍ مفادها أنه في خضم نزعة هذه الدولة العربية وتحضيراتها لهذه المنافسة الكروية التي منحها اتحاد الفيفا بشكلٍ مثير للجدل في عام 2010، تشكل القوة العاملة الأجنبية ما يقرب من مليوني شخص يمثلون تقريباً 95% من القوة العاملة ككل في تلك البلاد. ويتولى هؤلاء العمال الأجانب مهمة تشييد ثمانية ملاعب كرة قدم وفنادق ضخمة وطرق وجميع ما هو مطلوب للتعامل مع مثل جحافل الحشود الضخمة العالمية هذه، ولن يكون بالإمكان التجهيز لكأس العالم إلا من خلال الانتهاكات الممنهجة وعمليات استغلال هؤلاء العمال - الذكور في الغالب.

وفي الوقت الذي ترفض فيه البلاد الإفصاح عن المعلومات المتعلقة بعدد الوفيات بين العمال، تقدر هيومن رايتس ووتش عدد حالات الوفاة غير المفسّرة للعمالة الوافدة بألفي حالة منذ إعلان سيب بلاتر عن حصول قطر على حق استضافة كأس العالم. وقال نيك ماغيهان، وهو مؤلف التقرير، في مقابلة أجريت معه مؤخرًا "أصدر الفيفا بيانًا حول النتائج التي توصلنا إليها". قبل أن يضيف معلقًا على البيان "لم يكن هناك أي تعبير عن القلق من الحقائق التي توصلنا إليها، كما لم يكن هناك أي تعبير عن القلق حيال الوفيات، وكانت لهجة البيان غاضبة بسبب تقديمنا لمعلومات تتعارض مع سرد الأحداث الذي كان سيرضيهم".

استرقاق العمالة

ويساعد فيلم "سوبيل" الوثائقي، وفقا للجارديان، على إعطاء صبغة إنسانية لهذا البؤس، فقد تمكن سوبيل من خلال السماح له بالدخول إلى ما وراء الكواليس من تقديم الصحيفة للاعبين الذين يمثلون الشركة العالمية للبناء في كأس العمال لعام 2014م، الذي نظمته اللجنة القطرية العليا للمشاريع والإرث.

وبحسب الصحيفة فإن هذا البرنامج الوثائقي عبارة عن إحدى أجندات الخدمات الذاتية المتلائمة بطبيعة الحال مع نوعية سرد الأحداث الذي تقبله الفيفا. ويُذكر إن من شأن المشاركة في البطولة زيادة فرص شركات البناء الأربعة والعشرين في تأمين مناقصات كأس العالم، في وقتٍ أصبح فيه استقدام العمالة من الخارج في تجارة الرقيق بالعصر الحديث أسهل قليلا عندما يمكنك تجربة الشباب اليائسين وتوثيق المجموعات التي سيتم اختيارها مستقبلًا بالصور الفوتوغرافية وهم يلعبون كرة القدم أمام الحشود المتحمسة فيما يبدو وكأنه وقت جيد للجميع.

ويقول أحد المنظمين "هذه البطولة توضح مدى تقديرنا للمسؤولية الاجتماعية للشركات". وعلى الرغم من أن اللاعبين المشاركين يعرفون جيدًا أنهم مُستخدمون إلا أنهم مستمرون باللعب على أي حال لما لذلك من أثر في التخفيف من وطأة حياتهم المنعزلة واليائسة، بحسب الصحيفة.

وعود السراب

وتذكر الصحيفة البريطانية: التقينا بكينيث، الغاني، أحد اللاعبين القلائل اللائقين في فريق الشركة العالمية للبناء، والذي أكد له وكيل أعماله أنه سيذهب إلى قطر للانضمام إلى فريق كرة قدم محترف قبل أن يُخدع ويتم تحويله للعمل في البناء، حيث يأمل الشاب الموهوم البالغ من العمر 21 عامًا في لفت انتباه أحد كشافي المواهب خلال بطولة كأس العمال.

وتضيف: في نفس العمر، يعيش بول القادم من كينيا حالة من العزلة التامة، إذ أنه محصور في موقع البناء وسكن العمال لمدة سبعة أيام في الأسبوع، في الوقت الذي يتحدث فيه عن تجربته في هذا المكان الذي أشبه ما يكون بسجن مع عدة آلاف من الرجال.

وتورد الصحيفة قصة أخرى عن أحد هؤلاء العمال، وتقول: يعمل أوميش – القادم من الهند والمحب لفريق مانشستر يونايتد – في قطر من أجل الحصول على ثمن منزله، وسيبقى منفصلًا عن زوجته وطفلية – روني وروبن – إلى أن يتسنى له تحقيق ذلك. في حين لم يسمح الكبرياء لحارس المرمى الموهوب سامويل الذي سبق له اللعب في الدوري الغاني الممتاز والذي لم يكن باستطاعته توفير قوت يومه من إخبار والده أنه يعمل في مجال البناء، إذ قال له بأنه ذاهب لقطر من أجل لعب كرة القدم المحترفة. بينما يقضي بادام – القادم من نيبال –وقت فراغه القصير في التشاجر مع زوجته التي لا يراها على الإطلاق عبر الهاتف.

https://goo.gl/KbzTvQ