بعد أمرك سيدي.. قالوا راح نبيع جنوط

الاحد - 08 أكتوبر 2017

Sun - 08 Oct 2017

رغم كفاح الأسر المنتجة لتحسين مستوى دخلهن المعيشي، من خلال عملهن بمهن شريفة تساهم في سد ثغرة العوز لديهن، وتحقيق الكسب الحلال من مهن ليست بغريبة على المجتمع، فقد كانت في عهد النبي عليه الصلاة والسلام مهن لأنبياء الله رضوان الله عليهم، والتي تمحورت بين الحياكة والخوص والحدادة والعديد من الحرف اليدوية والإنتاجية.

فغالب الأسر المنتجة الحقيقية هي من يأتي تصنيفهن بــ (المطلقات - والأرامل - وأسر السجناء - والأسر المتعففة - والأيتام) ومن كن لا يندرجن تحت هذا التصنيف فمن وجهة نظري ومفهومي أن التصنيف الملائم لهن هو (رائدات أعمال)، فالعديد من هذه الفئة لديها الخير ولكن يروق لهم العمل تحت مظلة مسلوبة من أهلها الحقيقيين اللواتي لم تبتسم لهم الحياة إلا لبضعة أيام ، لتدير وجهها عنهن وتجبرهن على تحمل أعبائهن دون سند أو رفيق، غير الله المتكفل برزقهن، المختبر لصبرهن؛ ليجزيهن بما وعد الصابرين من البشائر.

لذا وجدت تلك الأسر الاهتمام والرعاية الكاملة من الحكومة الرشيدة، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله، والذي أصدر أمره الكريم بدعم الأسر المنتجة بمبلغ 3,5 مليارات ريال.

إضافة إلى تقدير تلك الأسر من عدة جهات حكومية ساهمت بدعمهن من خلال فتح مجال المشاركة أمامهن بالمهرجانات والاحتفالات الوطنية المحلية كسوق عكاظ والجنادرية، بالإضافة إلى دعم هيئة السياحة والتراث الوطني الذي ارتقى بهن مفاخرا بمنتجاتهن داخل معارض أقيمت بدول عظمى، دون إرهاقهن بشروط أو تقييدهن بدفع تكاليف السفر أو الإقامة.

ناهيك عن الجمعيات الخيرية الداعمة لهن بتدريب حسب الميول الشخصية وتحويل كل ما كان بين أيديهن هواية إلى حرف تشكل لهن مصدر دخل.

إلا أن بعض أفراد المجتمع للأسف لا يزال ينظر لهن نظرة دونية تقلل من مكانتهن الاجتماعية من خلال الاستهتار والاستهزاء بمهنتهن الشريفة، فكيف تجرأ البعض بكتابة وتداول تلك الجملة التي نصت (الحين تجيك الأسر المنتجة تبيع جنوط) تزامنا مع أمر سيدي الذي سمح به - أدام الله عزه - للمرأة بقيادة المركبة حسب الضوابط الشرعية.

كنت أعتقد بأن تلك الفئة بالمجتمع تتمتع برقي وبعد نظر أكثر من اعتقادي، لأنني أعلم بأن المجتمع ككل لا بد أن يحمل على عاتقه رفع المستوى الاقتصادي لتلك الأسر، من خلال الإقبال على شراء منتجاتهن كمنتج بديل للعديد من المنتجات التي لم تلب الرغبة الكاملة ولا الاستفادة لدى المستهلك الفرد.

ولأن الأسر المنتجة تشكل دعما اقتصاديا هاما للوطن، لم يتجاهلهن سيدي ولي العهد برؤيته السديدة رؤية المملكة 2030، «من خلال تسهيل فرص لتمويل المشروعات متناهية الصغر، وتحفيز القطاع غير الربحي للعمل على بناء قدرات هذه الأسر وتمويل مبادراتها».

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال