صورة مشرفة للمرأة السعودية

الاحد - 08 أكتوبر 2017

Sun - 08 Oct 2017

لم يكن لأي سعودي شاهد ذلك اللقاء الذي كان مع أمال بنت يحيى المعلمي، مساعد أمين عام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وعضو مجلس هيئة حقوق الإنسان، في فضائية 24 الفرنسية والذي لم يكن أكثر من دقائق معدودة؛ إلا ويرفع رأسه فخرا بذلك الوعي والرد المبين، الذي فاجأت به مذيع برنامج حدث اليوم في القناة حينما سألها عن رأيها «كسعودية في منع تعدد الزوجات، ومساواة الميراث بين الرجل والمرأة، مذكرا إياها بما يجري مناقشته في تونس»، فقالت بكل ثقة «بل أجيبك كامرأة مسلمة، إذا كان فيه نص قرآني يغلب على الرأي الشخصي، فهذا بنص قرآني أن المرأة لها هذا القدر من الميراث، وبنص قرآني أن الرجل له حق التعدد، وإن كان مضبوطا بشروط شرعية وإسلامية، فأنا ما لي رأي، إذا نزلت كلمة القرآن الكريم، وكلمة الحق..».

هذا الرد الذي يوزن بالذهب في فهم الدين، يعكس صفاء التربية، ونقاء التربة التي ربت فيها أمال المعلمي، فهي ابنة الأديب الأريب اللواء يحيى بن عبدالله المعلمي رحمة الله عليه، الرجل الذي قيل أنه «عسكر الأدب» دلالة على تعمقه في اللغة والأدب، وانشغاله بهما وهو العسكري. وشقيقة مندوبنا في هيئة الأمم المتحدة الدكتور عبدالله المعلمي، صاحب الصولات في أروقة الأمم المتحدة والمحافل الدولية، وهو يذود عن قيم بلاده ومواقفها السياسية، لقد كان رد أمال صدمة للمذيع الذي لم يجد أمامه، إلا أن يقول كثير من الرجال سيوافقونك الرأي، وما علم أن ما قالته ضيفة برنامجه، ليس إلا حكم الدين، وكأني بها وقد استحضرت الآية الكريمة «وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا».

ورب العالمين الله عز وجل، لا يفرض على البشر، إلا ما فيه مصلحتهم وخيرهم في الدنيا والآخرة، وهو العليم الخبير سبحانه، عموما هذه الدقائق «الدرس» من أمال المعلمي، يجب أن يحمله كل أب إلى أسرته، وكل مدرس ومدرسة إلى طلابهم، ليعيدوه على أسماعهم كي يشعروا بأن الفخر بدينهم وقد فصل لهم حياتهم، ومن أجل ذلك أن يحفظوا هويتهم، ويلتزموا «بوسطية» دينهم، فلا ينحو إلى تشدد يغلق أسماعهم وأبصارهم عن عيش الحياة وإعمارها، ولا ينجروا خلف انفتاح تغريبي بلا قيود يمسخ هويتهم، وبلادهم دولة تعتز بوسطيتها.

ختاما أعود لهذه الدقائق لأمال المعلمي التي استوقفتني وكثيرون معي توقفوا عندها تقديرا لهذا المنطق الذي ظهرت به، وتلك الثقة في عرض رأيها كمسلمة، وإظهارها تلك الحجج من نصوص دينية، لدحض ما يروج له باسم قوانين وضعية للتلاعب فيما قرره رب العالمين «ولا اجتهاد مع النص»هذه الدقائق لأمال لم ترق لأحد «المتلبرلين» الذي لم يجد ما يعلقه على المشهد المشرف لكل امرأة سعودية مسلمة، سوى تغريدة عرته «لها مستقبل في قناة المجد»!

ولعلها لو قالت ما يعجبه لقال لها مستقبل في قناة المجموعة.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال