سياقة المرأة حلول أم مشكلات؟

الاحد - 08 أكتوبر 2017

Sun - 08 Oct 2017

بعد سنوات طويلة من النقاش بين فئات المجتمع بمشاربه المتعددة حول قيادة المرأة للسيارة؛ قررت القيادة السعودية حسم الخلاف الذي كاد يتحول إلى نزاع في بعض الأحيان واستخدمت صلاحياتها الشرعية التي تخول ولي الأمر حسم القضايا الاجتهادية لما يرى فيه المصلحة العامة وما يتفق مع المتغيرات المجتمعية وما تمليه الحاجة الملحة لفئات معينة.

وقد أتى القرار السامي على سبيل السماح؛ والعمل على إيجاد البيئة المناسبة؛ وكذلك سن القوانين التي تكفل تطبيق القرار بشكل مناسب.

وقد ظهر البعض مناديا برفض قيادة المرأة للسيارة من باب سد الذرائع بدعوى احتمال وجود مفاسد متوقعه؛ بناء على فهم معين يعود لخلفيات نفسية وأيديولوجيات مختلفة؛ ترى أن الخلوة مع السائق وما يترتب عليه من أنواع الابتزاز وتغييب دور المرأة عن المشاركة الفاعلة في الأسرة والمجتمع وتعطيل قدراتها وجعلها عبئا على الآخرين، حتى في الحركة والتنقل مع أنها مخلوق لا يختلف عن مثيلاته من النساء الفاعلات في العالم.

وجميع الممارسات التي ترتبط بالواقع الحالي؛ هي أفضل من أن تقود المرأة سيارتها حتى ولو كانت القيادة تمنحها فرصة أكبر للتخلص من الخلوة مع السائق وتصبح في حرز مستقل بعيدا عن الاعتماد عن الرجل الأجنبي، وتعمل على توفير الكثير من المبالغ التي تصرف على السائقين وترهق ميزانية الأسرة؛ وتؤدي قيادة المرأة للسيارة إلى تخفيف الزحام بشكل ملحوظ بعد أن تصبح مشاوير النساء ذات وجهة واحدة بدلا من السير في وجهات متعددة كما يحدث مثلا مع توصيل المرأة العاملة، فالسائق ينطلق من مقر سكنه إلى سكن المرأة، ثم يذهب بها إلى مقر العمل، ثم يعود مرة أخرى إلى مقر سكنه ثم تبدأ رحلة الإياب بنفس الخطوات بشكل عكسي.

ولو كانت المرأة تقود سيارتها لكان الاستغناء عن أكثر من نصف تلك المشاوير التي تتم غالبا في وقت الذروة وسبب رئيس للزحام. كما أنها ستخفف العبء عن كاهل الرجل في مسؤولياته الأسرية وستجعل المرأة شريكا حقيقيا وعمليا مع الرجل بما يحقق مبدأ الشراكة وتكامل أدوار المسؤولية الأسرية والمجتمعية وتحقيق إنتاجيه أكثر، بالإضافة إلى أن قيادة المرأة ستؤدي إلى ارتفاع مستوى الوعي ودرجة النضج بين أفراد المجتمع، حيث تشير الدراسات إلى أن النظر إلى المجهول تأتي معه توجسات تكون عادة بعيدة عن الواقع الذي تتبدد معه كل الأوهام وأنسجة الخيال بعد أن يصبح أمرا مشاهدا وملموسا. وبذلك تصبح قيادة المرأة للسيارة بمثابة الوقاية لكثير من المفاسد، وليس كما يظن البعض سببا في حدوثها! ويبقى على كاهل الدولة تحقيق أسباب الأمن المجتمعي وحماية أفراده ونبذ التعصب ورعاية احتياجات جميع فئات المجتمع وفق بدائل مناسبة، وليس من حق أي شخص المنع أو التعطيل لمجرد أن عقله لا يستطيع الفهم أو لديه وساوس وأفكار تسلطية.

وقفة: الإسلام دين صالح لكل زمان ومكان لما يتميز به من المرونة وتعدد المصادر ورحمة الاختلاف. ومن ينسب رأيه فقط للدين ويهمش الآراء الأخرى فقد أساء للدين قبل أي شيء آخر.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال