عبدالله المزهر

تخلصوا من مواعينكم!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاحد - 08 أكتوبر 2017

Sun - 08 Oct 2017

من المشتركات بين السعوديين ـ أو 99% منهم حتى لا نقع في فخ التعميم ـ أنهم جميعا في سن معينة ظنوا أنهم شعراء، فمنهم من أصبح شاعرا حقا، ومنهم من استمر في توهمه السيئ حتى بلغ من الكبر عتيا، ومنهم من تاب وأناب ورحم البلاد والعباد من قصائده.

أما المشترك الآخر فهم جميعا ـ 99% حتى لا نقع في فخ التعميم مجددا ـ قد حدثتهم أنفسهم بأنهم سيصبحون أثرياء يوما ما، ولذلك فكروا في الاستثمار التجاري الذي يعتمد في أهم مقوماته ـ حسب المفهوم السعودي ـ على تقليد مشروع ناجح.

والمشترك الثالث أن أغلبهم قد فشل فشلا ذريعا مريعا في تلك الاستثمارات.

وبعد أن جرب السعوديون الاستثمار في الأسهم وفي المساهمات العقارية وفي المساهمات الوهمية وباعوا واشتروا مكائن الخياطة فإن الاتجاه اليوم لغالب الكائنات السعودية هو التفكير في إنشاء مطعم ما، وتتزايد المطاعم بوتيرة عجيبة، ولو أن صناعة السيارات ـ على سبيل المثال ـ تنمو بذات الطريقة التي تنمو بها أعداد المطاعم في السعودية لكنا الآن في عصر يمكن فيه أن يطوي الإنسان سيارته ويضعها في جيبه بدلا عن البحث عن موقف.

وحين تشاهد الزحام أمام أبواب المطاعم لا بد أن تسأل: من الذي يأكل في منزله؟ لأن أعداد المتجمهرين أمام أبواب المطاعم يبدو أكثر من عدد السكان الفعلي الذي تعلنه هيئة الإحصاء.

وإن سمعت خبرا عن إدارة الحشود والاستعدادات الأمنية والطبية المكثفة فلا يذهب تفكيرك بعيدا فالأمر لا يتعلق بنهاية العالم ولا بتجمع لمشاهدة الشمس وهي تشرق من مغربها للمرة الأولى، قد يكون كل ما في الأمر أن مطعما سيفتتح فرعا جديدا، والناس يتزاحمون حد الاختناق لمشاهدة دجاجة مقلية للمرة الأولى. وهو حدث لا يستهان به فكم من إنسان أتيحت له مشاهدة دجاجة تخرج للتو من برميل للزيت، ناهيك عن أكلها بعد ذلك.

وعلى أي حال..

وبما أن الاستثمار بالاستثمار يذكر، فإني أنصح إخوتي وأخواتي شركاء الوطن بأن يبيعوا قدورهم وصحونهم وكافة الأشياء التي تزدحم بها مطابخهم، وليدخروا أثمانها أو ينفقوها فيما ينفع ـ مشروع مطعم على سبيل المثال ـ وليعلموا أن كل ريال يدفعونه في «ماعون ما» ليس سوى هدر لا مبرر له ولا طائل من ورائه.

@agrni