العيب أكبر من الحرام

السبت - 07 أكتوبر 2017

Sat - 07 Oct 2017

بعد صدور الأمر بالسماح بقيادة المرأة في السعودية، اهتزت وسائل التواصل الاجتماعي بالنقاش في هذا الموضوع، وأصبح حديث اليوم في جميع التجمعات والمجتمعات؛ وبعيدا عن رأيي في هذا الموضوع؛ إلا أنني سوف أركز على مبدأ الفكر السائد في مجتمعنا المنغلق عن العالم والمنشغل في التحريم والتجريم والتحليل، والخلط بين الحرام والعيب، وجعل العيب أكبر من الحرام، والدخول في النيات والانفصام الفكري والتشوه المجتمعي، وحصر الدين الإسلامي بمعتقدات وغرائز فردية وعلى فتاوى غير مأصلة.

إن الكثير منا اليوم تجرع من هذه الأفكار والمفاهيم الخاطئة التي تتوارد على الأذهان ثم تتحول إلى المشاعر والأحاسيس وينعكس ذلك على تدمير حياتنا وعدم الاستقرار؛ ويكون مصدر تلك الأفكار والمفاهيم البيئة المحيطة سواء الأسرة أو الأصدقاء أو بعض وسائل الإعلام، أو من نراهم ممثلين لدين الإسلام الحقيقي وهم ليسوا بأكفاء لذلك.

نعم، نحن أمة اقرأ لا نزال في جهل وتراجع وتخلف، وذلك سببه البعد عن الإسلام كدين وسلوك وأخلاق وعادات وفكر ومبدأ وثقافة وحوار وشورى ونقاش وتربية وعقيدة وأمانة وعدل؛ الغرب وصل إلى العالم الآخر من التطور والعلم والاستقرار بتطبيق مقومات المجتمع الإسلامي من سلوك وعادات، ونحن نبتعد عنها ولا نزال نحرم ونحلل لأتفه الأمور، وننشغل في الحكم على الأشخاص بالنقص الديني أو الانحطاط؛ وأن المرأة سوف تكون عرضة للفساد بمجرد قيادتها، وهو أشبه تماما بما كانوا عليه في الجاهلية من عشائر وقبائل وأفخاذ متناحرة متحاربة تغزو بعضها وتسبي نساء بعض، والعقل يعمل للتفنن في ابتكار الجنايات وإرضاء النزوات الحيوانية على السواء.

فقيادة المرأة قد يكون لها سلبيات ولكن لها إيجابيات، وأقول لمن لا يعلم بأن هناك أسرا سعودية في أمس الحاجة للسماح بقيادة المرأة، وقد علمت بمعاناة الكثير من خلال تقديمي الاستشارات والمحاماة لأسر السجناء أو من النساء المظلومات من أسرهن أو أزواجهن بسبب المخدرات أو بسبب الفهم الخاطئ لقوامة الرجل على المرأة في مجتمعنا، ناهيكم عن ظلم الرجال للنساء وسلب حقوقهن والانتقاص بهن وذلهن.

لم نتأخر عن العالم بسبب الدين، بل بسبب نقص العلم.