وطني هو المجد

السبت - 07 أكتوبر 2017

Sat - 07 Oct 2017

(ملك قد مد للبحر يمينه.. فأتاه في هدوء وسكينة).. قصيدة للشاعر حسين جبران كريري، تغنى بها فنان العرب محمد عبده تختزل صورة وطن الأمجاد المتلاحقة، ونحن نعيش ذكرى تأسيس المملكة العربية السعودية في يومها الوطني الثابت في موعده في كل عام، المتغير في مستوى الإنجاز والنماء والطموح.

في هذا العام حل اليوم الوطني في وقت تواجه المملكة تحديات أكبر عالمية وإقليمية وداخلية، وبقيادة جديدة جمعت حكمة الكبار وحيوية الشباب زادت معها مسيرة العطاء والنماء التي بدأها وأرسى قواعدها الملك عبدالعزيز رحمه الله، ثم استمرت المسيرة على أيدي أبنائه الميامين، لتصل لرجل الحزم والعزم الملك سلمان ومن خلفه سليل المجد ووريث الحكمة ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله جميعا.

ولعل آخر التحديات التي تعرضت لها البلاد هي الأرضة التي حاولت نخر عماد الوطن من الداخل، الذين استغلوا حلم القيادة وفطرية المواطن على طريقة (علمته الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني)، فقلب عليهم الطاولة أبناء الوطن من مواطنين بالوراثة، وإخوة أصبحوا مواطنين بالانتماء والعشرة ففضحت مخططاتهم، ونقضت غزلهم، وقصت ذيولهم، فأحالت حراكهم بيعة، وقطعت دابرهم، وفلت جموعهم.

وعلى المستوى الإقليمي فضحت وصفعت النظام القطري الذي تمادى في استغلال حرص المملكة على وحدة الخليج، ووضعت حدا لمغامرته الغبية التي لم يدرك معها نشوتها الكاذبة أنه وصل لخطة الحزم الأحمر الذي يصعق لصوص الدجاج ومتطفلي السياسة.

ومعها تستمر مسيرة نجدة العربي الأصيل لأخيه في اليمن بعطاء غير محدود.

كل هذا ونحن في بيوتنا نشرب الشاي ونشاهد التلفاز ونتصفح الانترنت في أمن وأمان وفضل من الله، فرغم ما يحيط بنا من أعاصير وحرائق ودمار نعيش بمعزل كأننا في إحدى الدول الاسكندنافية في جوانب الأمن ورغد العيش، وهذا بفضل الله ثم بفضل حكومة خادم الحرمين الشريفين التي جعلتنا بمعزل عن كل هذه الحرائق كحصن حصين باطنه السكينة وخارجه الفوضى والموت.

إن واجبنا تجاه وطننا ليس أقل من واجب ابن تجاه أمه، فلا مكان للمساومة ولا التأفف، فقط بر وعطاء متبادل.