الأم مدرسة «ومن ليس له أم حاله يغم»

السبت - 07 أكتوبر 2017

Sat - 07 Oct 2017

كان من بين الأعياد (عيد الأم) والعنوان من بيت الأمثال المكية، ولشوقي (الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق)، وبكل الأسف يقول البعض بتحريم الاحتفال بعيد الأم، وإنه بدعة، والكل يعرف أن البدعة بدعتان (سيئة وحسنة)، وليس كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة تجر إلى النار.

والصحيح أنه في المفهوم العام (أن كل بدعة تجر إلى شر ضلالة، وكل ضلالة في النار)، ولما كان الشيء بالشيء يذكر فقد قرأت ما كتبته الأستاذة العزيزة عزيزة المانع بعكاظ في 1/‏‏8/‏‏1438هـ بعنوان (أيتها الأمهات تحركن!) ولاحظوا علامة التعجب. ثم إن لنا فيما أمر به أمير المؤمنين، الخليفة الثاني، سيدنا عمر بن الخطاب عندما أمر بتوحيد صلاة التراويح على إمام واحد، وقد كانوا من قبل يصلون أوزاعا متفرقين، فقيل في ذلك (نعم البدعة، بدعة عمر). وأعود لموضوع الأم وعيدها، فالأم هي الأصل في كل شيء، حتى العامة يقولون بهذا ويفسر بعضهم كلمة (الأم) أنها الأصل فعلا والبداية. فالله جل جلاله بدأ الخلق بحواء من ضلع آدم، وبعدها أنجبت حواء (ولدا وبنتا في بطن واحدة)، ثم أنجبت مرة أخرى (ولدا وبنتا في بطن ثانية)، فأمر الله آدم أن يزوج قابيل أخته التي ولدت مع هابيل وهابيل زوجا لمن ولدت مع قابيل. فامتثل هابيل وعارض قابيل وهدد بقتل أخيه هابيل، وقتله فعلا بعد تقديم القرابين ورفع كبش هابيل إلى السماء (والقصة معروفة)، وظل ذلك الكبش في الجنان يأكل من ثمارها إلى أن أنزله الله تعالى ليفتدي به رقبة سيدنا إسماعيل ابن سيدنا إبراهيم عليهما السلام، والقصة معروفة أيضا. وكل هذا وما شابهه يدخل تحت دائرة (يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا)، وكذلك تحت مظلة الحديث (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولى من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به). وأعود بذيل المقال لموضوع العنوان، فإنني وأمامي وورائي مجاميع كبيرة جدا تؤيد وبشدة الاحتفال والاحتفاء بالأم، وليس بيوم عيد الأم فقط، ولكن دائما وأبدا. والحديث في هذا المجال محبب إلى النفوس ولو استطردت فيه لما وسعني المقال، وهذا قليل من كثير.. والحمد لله رب العالمين.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال