فايع آل مشيرة عسيري

ثقافية محايل القادم الأجمل ..!

الجمعة - 06 أكتوبر 2017

Fri - 06 Oct 2017

يهاجر بي الحنين المستطيل عبر طريق تية الذي عبره أجدادي بأصوات القوافل الشاردة بتلك الأحلام التهامية والأرواح المتشبثة بالشعر والنثر والموروث والأساطير الموغلة في الشاعرية والقصصية والأساطير والحكايات التي قصت والتي لم تقص وكأنها أرادت أن تحكيها السراة لتهامة أثرا بعد عين..!

وعبر قرى محايل سرى بي الشوق قادما من أبها نحو تلك المدينة التي رأيت فيها الحلم يكاد يكون واقعا، تنمية شمولية في كل مكان لم تكن تحتاج محايل عسير إلا من يجيد السبر في أغوارها إنسانا ومكانا ورحلة البحث عن هذا الإنسان المحايلي التهامي الرائع بكل تضاريسه ولهجاته وتنوع ثقافاته ورحلاته وأسفاره واختلاطه بالمجتمعات والأقطار الأخرى، ورحلة تحديه وكفاحه ونضاله حتى تشكلت تلك الشخصية التي تتسم بالهدوء والتسامح والتعايش والحب..!

تلك الشخصية الثائرة في وجه الحياة كي تعمل وتجتهد وتزرع وتحصد ثمن التعب والألم والصبر إنجازا جديدا يرضي نهمها الكبير الذي يتجدد كل يوم؛ كي تسير وفق هدف فكري تنويري وتوجه وطني شمولي انتماء وحبا لهذا الوطن العظيم ولقادته العظماء، هذا الفكر الذي ظل يتوق لهذا المنجز الثقافي العظيم الذي بات واقعا أمامنا منجز «اللجنة الثقافية» الحلم..!

وخلف هذا المنجز الحلم يقف محافظها الرائع محمد بن سعود أبو نقطة المتحمي، هذا المحافظ الذي بات يشكل «ترمومتر» محايل عسير وعراب جمالها والرقم الصعب عطاء وبعدا..!

نظرة تجاوزت كل حدود المستحيل وذللت كل العقبات وبدعم كبير من أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه..

ومن هنا كان لنادي أبها الأدبي قصب السبق ممثلا في رئيس النادي الجميل الدكتور أحمد آل مريع والذي بذل الغالي والنفيس كي نشاهد الثقافة حاضرة في محايل عسير عبر لجنة ثقافية تحت مظلة نادي أبها الأدبي الأم، هذه اللجنة التي ولدت بعد سنوات طويلة من الجد والمثابرة والمتابعة المستمرة، هذه اللجنة التي ولدت في جوف أمسية شاتية وكم كنا سعداء بها وقد لامست قلوب المخلصين وقد تحقق الإنجاز.

ليلة قال عنها الأستاذ إبراهيم الفاهمي: محايل هي بوصلة الأصالة ووجه الحراك الثقافي القادم..!

تلك الأمسية التي قال عنها «صبر عسيري» الشاعر الكبير أحمد عسيري محايل مدينة الفصول الأربعة وغازلها عريسها في تلك الأمسية الشاعر والدكتور محمد العمري مدينة الحب والألق قبل أن أقرأها في خيال الشاعر العذب أحمد التيهاني قائلا: محايل غزل الشتاء، وحدثني ليلتها شاعر «امتحافة» وألمع الحب إبراهيم طالع قائلا: في بلاد أمتهايم كل شيء يغني للجمال. ليلة قال عنها الأديب أحمد السادة: الجمال لا يتجزأ.. الجمال يسكن محايل كما تسكنه..

وبين كل الوجوه الحاضرة تكاد تلمح الأستاذ الكبير حامد الصافي وقلبه المتعب الذي نادى الحلم ليالي سرمدية رأت في الطموح طريقا لذيذا وإن كان شاقا حتى باتت محايل ثقافة فكر تستقطب المبدعين جذبا وإبداعا ونبضا..!

وفي أمسية محايل الشاتية رددنا سويا مع الصافي:

أنا محايل أهدي زائري قبلي وأنثر الشوق في سهلي وفي جبلي

محايل هي مشتى عسير شعرا وقلب تهامة نثرا فتنوع جغرافيتها واستجداء ذكرياتها يعطيك الحق بأن تقول محايل هي القصيدة التي لا تولد إلا مرة في العمر ومحايل هي الرواية التي لا تسمع إلا في أصوات الجدات الذين يخيطون محايل بدموعهم حريرا ولحافا دريهميا مقلما..!

وفي ليلة الثقافة احتسيت قهوتي مع صديقي الجميل الأستاذ عبدالله المدني وأخذني في رحلة نحو محايل المدينة التي لا تنام في قلبه فهي قارئة الكف وسارقة الفنجان ومن خطت تفاصيلها على كل ملامح العاشقين المفتونين بتلك الفاتنة الجنوبية، ورأيت في قهوتنا محايل الأم المدينة القديمة بإرثها وأصالتها ومحايل الحديثة بنهضتها وعمرانها ونحن نعبر طرقها وحاراتها وكيف تكتحل من جمال أهلها؛ كي تلقيه في عيون العابرين الذين قال عنهم صديقي المدني هم شهادات التكريم التي تسمو بمحايل إنسانا ومكانا..!

كم من المبدعين والمبدعات في محايل كانوا وما زالوا يرون محايل بأنها ملهمة الإبداع ملهمة لتباريحهم ومناجاتهم وذكرياتهم كانوا وما زلوا يحلمون بأن تكون اللجنة الثقافية جسر عبور لحروفهم الضائعة ومأوى لكل نتاجهم الأدبي...!

أعلم بأن القائمين على اللجنة الثقافية بمحايل يحملون صدورا شمالية تتسع للرأي والنقاش والحوار، وأعلم يقينا بأنهم يعملون ويجتهدون ويشكرون، ولأننا نحبهم فما زلنا ننتظر منهم الكثير والكثير كي نرى البرامج الثقافية المتنوعة على مدار العام دون انقطاع، وكي نستمتع بما تقدمه اللجنة الثقافية من حراك ثقافي يواكب التنمية الكبيرة التي تحققها محافظة محايل اليوم والقادم أراه أجمل.. إن شاء الله تعالى.

ومضة ثقافية:

من هناك حلوشيات صديقي الشفيف والمبدع إبراهيم حلوش يغازل محايل شوقا فيقول:

بات قلبي معنقدا يتدلى

بين بيش الهوى وسحر محايل.