شاهر النهاري

برؤية الإحصاء نعالج المركزية

الأربعاء - 04 أكتوبر 2017

Wed - 04 Oct 2017

أتصفح بشكل دوري تقارير الهيئة العامة للإحصاء المعتمدة بقرار مجلس الوزراء رقم (11) وتاريخ 13/1/1437هـ والذي ينص على أن الهيئة هي المرجع الرسمي والوحيد للإحصاءات والمعلومات في المملكة العربية السعودية.

وكم ألمس في تلك التقارير مجهودات ضخمة، تستقى المعلومات من مواردها الأصلية بدقة ومصداقية مؤشرات تدل على حال الوطن ونهضته ورؤيته، كما تدل على مناطق الخلل، التي يمكن معالجتها، سواء في التعليم، أو الصحة، أو المواصلات والتمدد العمراني، أو أسواق العمل والبطالة، أو حتى ما يخص فئات بعينها كالنساء والمتقاعدين، وأصحاب الاحتياجات الخاصة، وغيرهم من فئات المجتمع.

رؤية 2030 تحتاج للمناظير، الجلية هنا باعتماد لغة الأرقام والبيانات، التي لا تحابي، أو تكذب.

وفي تقرير الربع الثاني لعام 2017، وجدنا معلومات هامة عن سوق العمل السعودي بحيث:

1. بلغ معدل البطالة للسعوديين (15 سنة فأكثر) من واقع تقديرات مسح القوى العاملة الربع الثاني (12.8%) بارتفاع (0.1%) عن الربع الأول 2017، بواقع (7.4%) للذكور (33.1%) للإناث.

2. بلغ معدل البطالة في المملكة لإجمالي السكان (15 سنة فأكثر) للربع الثاني (6.0%) مرتفعا (0.2%) عن الربع الأول بواقع (3.3%) للذكور، وللإناث (22.9%).

3. بلغ تعداد السعوديين الباحثين عن عمل للربع الثاني 2017، (1.075.933) فردا بمعدل نمو بلغ (18.7%) عن الربع الأول لعام 2017.

4. بلغت جملة المشتغلين (سعوديين وغيرهم) في الربع الثاني 2017، (13.841.158) فردا بانخفاض بمقدار (0,3%) عن الربع الأول لعام 2017.

5. بلغت جملة المشتغلين السعوديين للربع الثاني 2017، (3.052.449) فردا بارتفاع بمقدار (0.4%) عن الربع الأول لعام 2017.

6. بلغ معدل التشغيل لإجمالي السكان (15 سنة فأكثر) للربع الثاني 2017 (94.0%) مقارنة بــ (94.2%) للربع الأول لعام 2017، بانخفاض بمقدار (%0.2).

7. بلغ معدل المشاركة الاقتصادية لإجمالي السكان (15 سنة فأكثر) الربع الثاني 2017 (54.2%) مقارنة بـ(55.1%) للربع الأول من عام 2017 وبانخفاض مقداره (0.9%).

علما أن بيانات المشتغلين لا تشمل الفئات التالية:

1. العاملين في القطاعات الأمنية والعسكرية.

2. العاملين غير المسجلين في سجلات التأمينات الاجتماعية والخدمة المدنية.

كما بينت نتائج السجلات الإدارية أن معظم المشتغلين السعوديين يعملون في مناطق الرياض ومكة المكرمة والمنطقة الشرقية، حيث بلغت نسبتهم في تلك المناطق الثلاث (76.2%) من إجمالي المشتغلين السعوديين.

وسجلت منطقة الرياض أعلى نسبة للمشتغلين السعوديين حيث بلغت (38.3%)، تليها منطقة مكة المكرمة (19.8%) ثم المنطقة الشرقية (18.2%)، فيما كانت النسبة تقل للمشتغلين السعوديين بمنطقة الحدود الشمالية، بنسبة (0.8%).

والحقيقة هنا جلية ويجب دراستها على أعلى المستويات والبدء في معالجتها، فرقعة السعودية تعادل مساحة قارة، وهي غنية بإنسانها ومواردها الطبيعية، وتظل بحاجة إلى التنوع والانتشار أكثر من حاجتها للمركزية القاتلة.

معظم دول العالم الفقيرة تسود فيها المركزية بعشوائية، مع مخاطر تفاقم الفقر والتسول والمرض والجريمة والتدهور البيئي والتلوث.

وهنا لا مناص لجميع وزارات الدولة ومؤسساتها من التخطيط والعمل على هدف مستقبلي، بإعادة أهل الأطراف لمناطقهم من خلال تهيئة جميع الخدمات الأساسية والثانوية والترفيهية لتلك المناطق، فلعلنا أن نملأها برا وبحرا دون مركزية.

@Shaheralnahari