حدث تاريخي في روسيا.. موسكو تتأهب للزيارة الأولى لملك سعودي

الأربعاء - 04 أكتوبر 2017

Wed - 04 Oct 2017

حدث تاريخي تشهده العلاقات السعودية الروسية غدا، حيث تستقبل موسكو أول ملك سعودي يزور جمهورية روسيا الاتحادية، إذ تشكل زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لروسيا ركيزة جديدة في مسيرة ومتانة العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطلعاتهما في ظل الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

ثقل سياسي عززت السعودية وروسيا علاقاتهما الثنائية منذ أن بدأت في عهد الملك المؤسس عام 1932، على أساس التفاهم المشترك. ونمت تلك العلاقات مع الزمن حتى اكتسبت تميزا في السياسة الدولية في عهد خادم الحرمين الملك سلمان نظرا لتأثيرها على المستويين الإقليمي والدولي.

9 عقود

وشهدت العلاقات منذ أن بادرت روسيا بالاعتراف بالمملكة في 1926 تطورا ملحوظا على مدى العقود الماضية متجاوزة بسياسة الاحترام المتبادل بين البلدين فترات الفتور التي مرت بهذه العلاقات، الأمر الذي جعلها تسير في تناسب طردي عبر عنه حجم الزيارات المتبادلة بين قيادات وكبار مسؤولي البلدين.العلاقات الثنائية

وتعد زيارة خادم الحرمين الحالية إلى روسيا، الأولى له منذ توليه مقاليد الحكم في المملكة، وستعطي دفعة جديدة للعلاقات الثنائية بين البلدين، بعد أن تجدد عهدها في 1990 بصدور بيان مشترك يعلن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

آفة الإرهاب

وأكد خادم الحرمين في عدد من المحافل الإقليمية والدولية أهمية التصدي لآفة الإرهاب، ومنها دعوته في أحد خطاباته الدولية إلى ضرورة مضاعفة المجتمع الدولي لجهوده لاجتثاث هذه الآفة الخطيرة.اعتراف روسيوتؤمن روسيا بأهمية الدور السعودي في تحقيق الأمن بالمنطقة بحسب ما قالت رئيسة مجلس الاتحاد للجمعية الفيدرالية الروسية فلينتينا ماتفييكو التي استقبلها الملك سلمان في الرياض في 16 أبريل 2017.

الفكر المتطرف

وإزاء ذلك، برزت في عهد الملك سلمان العديد من الجهود التي تؤكد وقوف المملكة مع دول العالم ضد الإرهاب، ومنها تدشين المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال).

كما تبرعت بـ 10 ملايين دولار لإنشاء مركز دولي متخصص لمكافحة الإرهاب النووي بمقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، تحت مسمى «مركز دعم الأمن النووي».

الحرب الفكرية

وأطلقت المملكة في 2017 رسائل مركز الحرب الفكرية بوزارة الدفاع الذي يرأس مجلس أمنائه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي لكشف الأخطاء والمزاعم والشبهات وأساليب الخداع التي يروج لها التطرف والإرهاب، وتقديم مبادرات فكرية للعديد من الجهات داخل المملكة وخارجها.

تشاور مستمرواستمرارا للتشاور بين البلدين، تلقى خادم الحرمين الشريفين في 2017، اتصالا هاتفيا من بوتين، تناول العلاقات الثنائية المتميزة، وبحث الأوضاع بالمنطقة والتعاون المشترك لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب.

التحرك المشترك

لافروف في جدةكما استقبل الملك سلمان في 10 سبتمبر 2017 بقصر السلام في جدة، وزير خارجية روسيا الذي نقل للملك تحيات بوتين، معربا عن ارتياحه للتعاون القائم بين البلدين.

زيارة بوتين

وعند زيارة الرئيس الروسي للمملكة في 2007، التقى الملك سلمان «عندما كان أميرا للرياض» عشية جولته في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض، بحضور الأمير محمد بن سلمان. وخرجت الزيارة توطيد أكثر للعلاقات الثنائية بين البلدين، بعد أن أثمر عنها توقيع اتفاقيات تعاون اقتصادية، وثقافية، وإعلامية، وفي مجال خدمات النقل الجوي.

تطابق وجهات النظر

وأكدت الأحداث الدولية حرص المملكة وروسيا على تعزيز العلاقات القائمة بينهما على مبدأ احترام القوانين الدولية والسيادة، علاوة على تطابق وجهات النظر الثنائية تجاه العديد من الملفات المعقدة على المستويين الإقليمي والدولي، وأسهما بشراكتهما الاستراتيجية في استقرار أسعار النفط.

نقطة تحولوتكمل زيارة الملك سلمان ما آلت إليه نتائج زيارته لروسيا عام 2006، عندما كان - أميرا للرياض، حيث التقى بوتين ورئيس الوزراء ميخائيل فرادكوف وعدد من القيادات الروسية، لإكمال تطوير العلاقات الثنائية نحو الأفضل

محمد بن سلمان قائد الشراكة العملاقة

وزاد التقارب السعودي الروسي خلال عهد الملك سلمان تحقيقا لمصلحة البلدين المشتركة وأمن المنطقة، فبناء على توجيهه واستجابة لدعوة الحكومة الروسية زار ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، روسيا في 18 يونيو 2015، في أول زياة له إلى روسيا.وبحث الأمير محمد بن سلمان في سان بطرسبورج مع عدد من المسؤولين الروس آفاق التعاون بين المملكة وروسيا في مختلف المجالات.

كما جرى التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون في المجالات العسكرية المختلفة، وإعداد برنامج لتنفيذ اتفاقية التعاون البترولي، والاستخدامات السلمية للطاقة الذرية.تواصل مستمر

وفي إطار التواصل بين البلدين، التقى ولي العهد رئيس وفد المملكة في قمة العشرين بمدينة هانجتشو الصينية عام 2016، بوتين.

وفي 11 أكتوبر 2015 زار الأمير محمد بن سلمان للمرة الثانية روسيا، حيث أجرى مباحثات مع بوتين وكبار المسؤولين الروس لتطوير العلاقات بين البلدين.وفي 30 مايو 2017، زار الأمير محمد بن سلمان، للمرة الثالثة روسيا استجابة لدعوة بوتين، وبناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين لبحث العلاقات الثنائية.وخلال الزيارة بحث والرئيس بوتين، تعزيز التوافق حول الاتفاق النفطي الذي قادته المملكة وضمن لأول مرة تعاون الدول المنتجة للنفط من خارج «أوبك».