نمر فهيد السبيلة

صيدليات بلا صيادلة!

السبت - 30 سبتمبر 2017

Sat - 30 Sep 2017

أبرمت اتفاقية بين وزارتي الصحة والعمل منذ عام تحت عنوان صيدليات بلا صيادلة تهدف إلى توطين الصيدليات الخاصة، ولكن بطريقة أخرى، ألا وهي الاستغناء عن مؤهل الصيدلي الباحث عن العمل ليتسنى له العمل في الصيدلية. وأوضحت الاتفاقية أنه ستكون هنالك وصفة الكترونية ترسل إلى الصيدلية على شكل باركود Barcode ومن ثم يتم صرف العلاج للمريض! أتساءل هل هذه الطريقة يمكن لأي فرد القيام بها دون الحاجة للصيدلي؟!

أود الإشارة هنا إلى أنني أتفق تماما مع مبادئ التوطين وقد أسلفت رأيي في مقالة سابقة بعنوان «توطين الصيدليات الأهلية»، إذ تعد خطوة مهمة حيث تشكل أحد مبادئ الأمن الدوائي لما يتضمنه من رقابة فعالة على قطاع الدواء. ولكن في الحقيقة أن السبب لإيقاف مثل هذه الاتفاقيات هو أن مهمة صرف الأدوية ليست تسليم الدواء للمريض فحسب بل يجب الاطلاع على الوصفة والتأكد من كل دواء واستخدامه لما يتناسب مع حالة المريض، علما أن هنالك جوانب لا يعلم بها إلا الصيدلي كتعارض الأدوية (مثلا أدوية سيولة الدم تتعارض مع فيتامين ك)، ومضاعفاتها (الغثيان) أو تعارضها مع بعض الأغذية (جريب فروت مع أدوية خافضة الكوليسترول في الدم كالستاتين) أو لا ينصح بتناول بعض الأدوية إلا في المساء أو الصباح (كالستاين) مثلا يؤخذ ليلا، إذ يتعين على الصيدلي شرح ذلك، ولا ننسى كذلك استفسارات المريض عند ظهور بعض الأعراض جراء استخدام الدواء. لذا هل الموظف غير الحامل لمؤهل الصيدلي قادر على ذلك. أعتقد أن اتجاه مثل هذه الاتفاقية بهدف تخفيض نسبة البطالة ليست بالطريقة الصحيحة وألا يصل بنا الحال للاستغناء عن المؤهل خصوصا أن الآلية التي يتم التوطين فيها سوف تسقط أهم مهمة يقوم بها الصيدلي.

علما أننا نعلم بوجود نقص في أعداد الخريجين من الصيادلة والسوق بحاجة لسد ذلك.

وختاما اقتراح أن يعمل على توطين الوظائف في الصيدلية الخاصة لغير الصيدلي من خلال العمل على (الكاشير) خصوصا أننا نلاحظ بعض الصيادلة يقوم بها وهو ما لا ينبغي فعله مهنيا من وجهة نظري.

الأكثر قراءة