رجل بأمة وأمة في رجل

الخميس - 28 سبتمبر 2017

Thu - 28 Sep 2017

لا شك أن التاريخ خلد قامات كتبت في صفحاته مجدا لم يجف حبره على مر التاريخ، بينما تجاوز مليارات البشر الذين عاشوا وماتوا ولم يكتبوا حرفا في صفحاته، أو كتبوا بحبر جف مع أول أيام مغادرتهم للدنيا. كم هم الذين خلدهم التاريخ في صفحاته؟ وهل كل من خلدهم التاريخ في نفس المقام؟ كلا فهناك من هو في أعلى الصفحات، وهناك من هم على الهامش، ولكن عصرنا هذا جاء برجل اختصر الزمن وأثبت للعالم أن القادة يولدون بالفطرة، فالقيادة موهبة ربانية تتضح ملامحها عند الإنسان منذ الصغر. واليوم في السعودية كان التاريخ على موعد بأن يخصص صفحة كاملة لا يوجد فيها هوامش جانبية لنموذج فريد من القادة، يتمتع بشخصية تعتبر استثنائية، تملك صفات من النادر أن تجتمع لدى رجل واحد، فلا شك أن الصلاح والشجاعة والحكمة والقوة والذكاء والإنسانية والمعرفة والصبر وبعد النظر والعزة والشباب هي جزء من شخصية ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان الذي تخرج في مدرسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، رجل الحكم والحكمة والحكومة، حيث أذهل سموه العالم بفكره الرائد الذي أسس لرؤية السعودية 2030 التي غيرت من صورة السعودية من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد المتنوع، ومن السياسة المتحفظة إلى السياسة التي تبنى على تبادل المصالح، ولم يقف فكر سموه عند حد معين بل وضع هدفا للسعودية الحديثة من أجل أن تكون على قائمة الدول العالمية المتقدمة، وأدار الصراعات الإقليمية والدولية بحكمة وشجاعة، وسوف أراهن بعد توفيق الله أن الأهداف التي وضعها سموه حتما ستتحقق، ليس لأنني أضرب سهما لعله يصيب، ولكن لأنني أعرف جيدا من هو الأمير محمد بن سلمان، فقد نلت شرف مقابلته عدة مرات عندما كان خارج نطاق السلطة، ولم يكن كأقرانه، فقد كان إذا اختار سهما لا يرضى إلا بالسنام، وإذا وضع سقفا لطموحاته فلا يرضى إلا بالسماء، وإذا قطع عهدا أوفى به، وإذا أعطى أغنى، وإذا ضرب أوجع، وإذا قال فعل.

أحب العمل فأتقنه، أخلص للملك فنال ثقته، وأحب الوطن فأعطاه كل وقته وجهده، وافتخر بالمواطن فأصبح محور اهتمامه، وضع له بصمات في زمن قليل، ونال إعجاب العدو قبل الصديق، ربما يتحفظ البعض على سرعة وتيرة التحول الوطني، ولكن سموه يعي تماما ما يفعله، ونحن في عالم لم يعد الكبير يأكل الصغير، بل أصبح السريع يأكل البطيء.

دارت عجلة السعودية الحديثة بأمر سلمان وإدارة محمد، لم يعد هناك وقت للتوقف، فهناك أهداف لا بد أن تتحقق، واحدا تلو الآخر، رسمت بدقة، خطوة بخطوة، لن تكون نتائجها فورية، ولن تتحقق بسهولة، فالعمل هو أساس النجاح بعد توفيق الله، لن تكون بلا ثمن، فثمنها الصبر والتضحية والإخلاص والوحدة، حتى نعبر محيط الرؤية السعودية لنصل إلى شواطئها الدافئة، سيحاول أعداء الوطن أن يشككوا في إمكانية تحقيق الرؤية السعودية 2030 ولن يزيدنا ذلك إلا إصرارا على تحقيق أهدافها، نعم سوف نحتاج لمحطات متعددة لمراجعة الرؤية وفق المتغيرات العالمية والمحلية لنواكب ما يدور من حولنا، وفي النهاية قد تقولون أفرطت بالتفاؤل، ولكني أراهن على عراب الرؤية أمير الشباب الذي كسب كل رهاناته إلى الآن بحمد الله تحت قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

وفي الختام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن»، كلما قرأت هذا الحديث كان أول ما يخطر على بالي الأمير محمد بن سلمان، فقد نفض غبار السنين، وجعلنا مصدر عز للأمة، وشعبا مرفوع الرأس، عزيز النفس كعزة قيادتنا التي أخضعت كل عدو وحاسد وحاقد.