عشر دقائق و300 صفحة كتاب

الاثنين - 25 سبتمبر 2017

Mon - 25 Sep 2017

كنت أبحث عن كتاب لم أستطع الحصول عليه ورقيا، فما إن نقرت على «كيبورد» الجوال، حتى وجدت عددا من النسخ الالكترونية، وفي أقل من دقيقتين كان الكتاب في جوالي الشخصي، بعد قراءة 50 ورقة رفعت رأسي بدهشة وتساءلت، هل لا يزال هناك من يجد في القراءة سلواه؟ كنت حينها لم أقرأ بعد التغريدات التي بعثتها إحدى المتابعات لي عبر «تويتر»، وتدعى «زمزم» من جمهورية مصر، وكانت من خلالها تتحدث عن كتبي التي أصدرتها، وبدأت تستذكر معي عددا من السطور، حتى إنني ذهلت من ذوقها في اختيارها للعبارات، ورغم سعادتي الباذخة إلا أنه كان علي أن أعود إلى الواقع بأن أمثال «زمزم» قلة في الوقت الحالي، بسبب توفر مختلف النشاطات المسلية الأخرى، والتي تجعل من القراءة أمر يصعب القيام به، فعلى سبيل المثال، حتى أستطيع أن انتهي من الكتاب الذي يبلغ عدد صفحاته ما يزيد عن 300 صفحة، فأنا أحتاج ما يقرب من أسبوعين، قراءة الكتب رغم جماليتها وأهدافها المؤثرة، لكن الصمود أثناء قراءة كتاب والانتهاء منه كاملا، أمر لا يمكن الاستهانة به، وإلا لكان الجميع الآن يأكلون الكتب أكثر من لفائف الشاورما وقطع البرجر.

ظللت اليوم أمعن التفكير في الرابط الذي يجعل المرأة الآن مهتمة بزيارة عيادات التجميل أكثر من الاهتمام بتثقيف فكرها، رغم أن الفتيات في السعودية هن أكثر اهتماما بالقراءة من الذكور، ولكننا في الوقت الحالي نعيش ثورة جمالية، بسبب توفر عيادات التجميل في كل مكان، وسهولة التسويق والوصول لمثل هذه العيادات عن طريق مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي، وأثناء زيارتك لأي عيادة، فأنت لا تحتاج إلا لعشر دقائق من الوخز بأبر البوتكس أو الفيلر، وتظهر بعدها بمظهر شديد الصبا والتألق، ولكن لا توجد هناك مكتبات في كل شارع، ولا يوجد من يسوق لشراء الكتب الجديدة، ولا يلحظ البعض التغيرات التي تطرأ عليك، بعد أن تكون قد أنهيت قراءة كتاب، كما وأنه لم يتم اختراع كبسولات تلتهمها سريعا وتصبح بعدها مثقفا، فالأمر شاق والكثيرون لا يرغبون في الركض.

اهتمام المرأة.. عيادات التجميل أم المكتبات؟

عيادات التجميل

متوفرة في كل مكان

سهولة التسويق والوصول إليها عن طريق مشاهير السوشيل ميديا

تحتاج لعشر دقائق من الوخز بإبر البوتكس أو الفيلر لتظهر بعدها بمظهر شديد التألق

المكتبات

لا توجد في كل شارع

لا يوجد من يسوق لشراء الكتب الجديدة

لا يلحظ البعض التغيرات التي تطرأ عليك بعد قراءة كتاب

لم يتم اختراع كبسولات تلتهمها سريعا فتصبح بعدها مثقفا