حزم عسكري يتصدى للحوثي وإنسانية أصيلة تداوي اليمن

السبت - 23 سبتمبر 2017

Sat - 23 Sep 2017

استطاعت المملكة تحقيق عدد من الأهداف والنجاحات سواء العسكرية أو السياسة وحتى الإغاثية والإنسانية، وذلك بهدف مساعدة وإنقاذ الحكومة الشرعية في اليمن وإخواننا اليمنيين من النظام الإيراني الذي يدعم ميليشيات الحوثي ومرتزقة علي صالح للانقلاب على الشرعية في اليمن وتهديد أمن وسلامة السعودية.

وفي ذكرى توحيد المملكة العربية السعودية تناقش صحيفة مكة مع بعض المحللين والخبراء السياسيين الدور القيادي والعسكري والإنساني الذي اتخذته المملكة لمواجهة الانقلابيين على الحكومة الشرعية في اليمن.

تحالف عربي في 48 ساعة؟

اللواء الدكتور شامي محمد الظاهري -قائد كلية الأركان للقوات المسلحة ورئيس هيئة إدارة القوات المسلحة سابقا- ذكر أنه منذ 1970 لم يحدث أي تحالف بين الدول العربية، فيما نلاحظ أن التحالف العربي الذي انطلق في 2015 كان تحالفا جديدا لا مثيل له، اجتمعت فيه 9 دول وشاركت بقوات مسلحة مختلفة جوية وبحرية وبرية وهي: السعودية، الإمارات، البحرين، الكويت، مصر، السودان، المغرب، الأردن، قطر، ولكن في 2017 أعلنت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن أنها قررت إنهاء مشاركة قطر في التحالف، بسبب ممارساتها التي تعزز الإرهاب ودعم تنظيماته في اليمن، ومنها القاعدة وداعش وتعاملها مع الميليشيات الانقلابية في اليمن، مما يتناقض مع أهداف التحالف والتي من أهمها محاربة الإرهاب، وذلك وفق بيان صدر عن قيادة التحالف في حينه.

ولقد انطلق هذا التحالف بثلاثة أهداف رئيسة وهي:

1 مساندة الحكومة الشرعية اليمنية في تحرير وإعادة السيادة على جميع مناطق ومحافظات اليمن.

2 إزالة أي تهديد وخطر على الحدود الجنوبية من المملكة.

3 خلق جو مناسب للحوار الوطني بين الإخوة اليمنيين المتنازعين بين الحكومة الشرعية والحوثيين مع علي صالح.

وتعتمد الملكة في مساندتها للشرعية اليمنية على ثلاث ركائز: المبادرة الخليجية، مخرجات الحوار الوطني اليمني، القرار الأممي 2216.

القوة الجوية السعودية

أشار أستاذ الإعلام السياسي ورئيس قسم الإعلام المتخصص بجامعة الإمام بالرياض الدكتور عبدالله العساف إلى أن القوات السعودية استطاعت تحييد القدرة الجوية من أيدي الحوثيين خلال 15 دقيقة فقط، وبهذا أمنت الممرات الجوية والغطاء الجوي للعمليات العسكرية داخل اليمن وهو ما أسهم بتحقيق الانتصارات والاقتراب من تحرير صنعاء.

وبشهادة المختصين، فإن القوة الجوية السعودية تعد من الأسلحة المتميزة والتي تحتل مرتبة متقدمة جدا بين نظيراتها في الشرق الأوسط.

مراحل تطور الأزمة

بدوره، أشاد المحلل الاستراتيجي والخبير العسكري العميد عمرو العامري بنجاح المملكة ودول التحالف في وقف خطر التمدد الإيراني عن طريق الحوثيين والانقلابيين وإنقاذ الموقف بمنع احتلال عدن، خاصة بأن من تواجههم قوات التحالف ليسوا بجيش نظامي، بل هم جماعات تختبئ في المدن وتتمترس بالمواطنين اليمنيين، وهذا ما دعا قوات التحالف أن تعود في أحيان كثيرة محملة بذخائرها، حفاظا على سلامة المدنيين، مما تسبب في إطالة أمد الحرب وحسم المعركة.

التزام السعودية بالقوانين الدولية

الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن العساف -أستاذ الإعلام السياسي- أشار إلى أن السعودية التزمت بكامل القوانين الدولية منذ تشكيلها للتحالف العربي الذي صدر بقرار أممي 2216 بتأييد هذا التحالف، بعد انقلاب الحوثي الذي يعمل كذراع عسكري لإيران على الشرعية اليمنية والتي طالبت المملكة بالتدخل.

وقد التزم هذا التحالف العربي بجميع بنود القانون الدولي، بحيث كان يراعي في طلعاته الدقة المتناهية والابتعاد عن المناطق المأهولة بالسكان والمناطق الحيوية، وهذا ما أدركه الحوثي واستغله أسوأ استغلال باستعمال الدروع البشرية إيمانا منه بعدم استهداف التحالف للمدنيين، ونلاحظ أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أشار إلى أن المملكة بإمكانها حسم المعركة في وقت مبكر جدا، لكن الخسائر الإنسانية ستكون كبيرة جدا.

وتابع العساف «لا توجد حرب بلا خسائر ولا ضحايا، ولكن هذه الحرب تعد من الحروب النادرة في التاريخ الحديث التي كانت تستهدف الحوثي المعتدي وتحاول بكل الإمكانات تجنيب السكان لآثار الحرب، ولذلك لقيت إشادة من المنظمات الحقوقية والإنسانية بالتزامها بمبادئ القانون الدولي وقبل ذلك بتعاليم الإسلام في مثل هذه الحالات».

دور قطر وإيران في اليمن

وأكد العميد عمرو العامري أن قطر لعبت أدوارا عدة تثير التساؤل وقد كشف الدور القطري في دعم الحوثيين بالمعلومات الاستخباراتية وبالأموال، وبعد كشف هذا الدور ومنعه، فإن ذلك سيساعد في إضعاف الحوثيين وتسريع استسلامهم لأن فاتورة الحرب مكلفة جدا لن يتحملها الحوثيون، هذا بالنسبة للدور القطري.

أما فيما يتعلق للدور الإيراني فأوضح الدكتور عبدالله العساف أن طهران سعت عبر عملائها الحوثيين في اليمن، وبالاستعانة بخبرات حزب الله اللبناني لتكوين واستنساخ تجربة الحزب في شمال اليمن وتكوين قاعدة عسكرية تنطلق منها لتهديد امن واستقرار اليمن والسعودية معا وزرع الفتنة بين أبناء اليمن للتحارب والاقتتال ليسهل له تحقيق مأربه وتحويل اليمن المدجج أهله بالسلاح إلى صومال جديده، وهذا ما جعل السعودية تتدخل وتحمي اليمن من الانزلاق إلى الهاوية.

وأضاف اللواء الدكتور شامي محمد الظاهري أن إيران تعتبر اليد الخبيثة في هذا الموضوع، حيث جاءت إلى اليمن بعدة رحلات جوية من طهران إلى صنعاء بغرض نقل الأسلحة والذخائر، وكلما كانت الأطراف المتنازعة تقترب من الاتفاق لحل الأزمة نلاحظ أن الحوثيين ينقضون التحالف وهو بالتأكيد كان توجيها من الحكومة الإيرانية.

حل الأزمة سياسيا أم عسكريا؟

قال العامري، إن الحرب ليست غاية للمتحاربين، بل هي وسيلة لإخضاع الطرفين للجلوس إلى طاولة المفاوضات والحلول السياسية، فالتصعيد العسكري ضرورة وقوات الشرعية عليها دور أكبر في الداخل اليمني لعزل صنعاء عن محيطها، وقطع الإمداد حتى يرضخ الحوثيون ويعودون لممارسة السياسة عبر القنوات السلمية والشرعية، كما نفى العامري صحة الأنباء عن الخلاف بين الحوثيين وقوات صالح وعد ذلك مسرحية لا أكثر.

مجلس الأمن وشرعية هادي

أكد العامري على اعتراف مجلس الأمن والمجتمع الدولي بشرعية حكومة الرئيس هادي وأبدى استغرابه من تخاذل المجتمع الدولي من عمل ما يلزم لإنهاء الحرب والضغط على الانقلابيين، وهناك نقطة تهديد لوقوع حوادث إرهابية عدة في مضيق باب المندب وحماية المضيق مسؤولية دولية، ونستغرب سكوت المجتمع الدولي عنه.

الدور الإنساني للمملكة

من جهة أخرى، أشاد العامري بالدور الإنساني للمملكة في اليمن والذي كان آخره دفع المملكة 66.7 مليون دولار للتصدي للأمراض والأوبئة التي هاجمت المدنيين كالكوليرا، إضافة لإنشاء مركز الملك سلمان لإغاثة الشعب اليمني وما قدمه من ملايين الريالات في المساعدات الغذائية والأدوية وغير ذلك، مما أشادت به مراكز حقوق الإنسان العالمية والمجتمع الدولي، ممثلا في مجلس الأمن، ورغم معرفة المملكة بأن جزءا مما تقدمه من مساعدات يستولي عليه الانقلابيون، إلا أنها لا تستطيع التخلي عن دورها الإنساني في اليمن.

هذا وأكد اللواء الدكتور شامي الظاهري أن عاصفة الحزم لم تكن فقط للدفاع عن اليمن وإنما كانت مبادرة كبيرة جدا أعادت الروح المعنوية للأمة العربية والإسلامية، وهيأت هذه المعركة الفكر والروح المعنوية التي أعادتها للامة العربية والإسلامية.

مستقبل الانقلابيين

وأوضح العامري أنه من الصعوبة تقدير عمر زمني لصمود الحوثيين، وذلك يعود لحرب العصابات والحرب الجبلية الغير نظامية فالعدو ليس جيشا منظما بل يستخدم المدنيين، ولكن العامل الذي يمكنه الحد من استمرار الحرب يكمن في التعامل الدولي مع ميناء الحديدة الذي يشكل المعبر الرئيسي لتهريب السلاح للحوثيين، وضرورة إبقائه مفتوحا مطلبا لدول التحالف لمرور المساعدات الإنسانية للمدنيين وفي نفس الوقت يتم استغلاله من قبل الانقلابيين في تهريب السلاح والأموال من الدول الداعمة لهم وسرقة المساعدات الطبية والإنسانية ويتم من خلالها ابتزاز الشعب اليمني والضغط على المدن المحاصرة وحماية الميناء من هذه الأعمال مسؤولية المجتمع الدولي ومجلس الأمن، وطلبت المملكة من المجتمع الدولي وضع الميناء تحت الرقابة الدولية للحد من استغلاله في تهريب السلاح والأموال والاستيلاء على المساعدات وللأسف لم يستجب المجتمع الدولي لدعوة المملكة حتى الآن.

وهناك عدم اتضاح للرؤية داخل اليمن، فكثير من اليمنيين لا يعرفون لماذا يقاتلون المملكة، ولو سألتهم ما هي أطماع السعودية في اليمن لما وجدوا إجابة لذلك، فمن غير المعقول أن تضم المملكة ثلاثة ملايين يمني ممن يعاملون معاملة المواطن السعودي ويعودون لبلادهم بالخيرات والأموال والمملكة عدوة لهم، وهنا يبرز التقصير الإعلامي لقوات التحالف في الوصول لهؤلاء ونقل الصورة الحقيقية عبرهم لذويهم في الداخل اليمني.

3/4/2011 الإعلان عن المبادرة الخليجية

• 25 فبراير/2012 انتهت الجهود بتنصيب عبدربه منصور هادي.

• 21 سبتمبر/2014، سيطر مسلحو جماعة أنصار الله (الحوثيون) على صنعاء ، بمساعدة من قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة اليمنية المرتبطة بعلي عبدالله صالح.

• 20 يناير/2015، عزل هادي من منصبه بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء ومحاصرة القصر الرئاسي وفرض الحوثيون الإقامة الجبرية عليه وعلى حكومته.

• 22 يناير/2015، قدم هادي استقالته إلى مجلس النواب وأبلغ الحوثيون هادي بأن عليه تعيين نائب له من قيادة الحركة.

• 6 فبراير/2015، شكل الحوثيون لجنة ثورية عليا لملء فراغ الرئاسة.

• 21 فبراير/2015، فر الرئيس هادي جنوبا إلى عدن التي أعلنها عاصمة موقتة، مؤكدا بذلك تراجعه عن استقالته.

• 23 مارس/2015، ألقى هادي ورقته الأخيرة  على الطاولة طالبا تدخل دول الجوار، فأرسل السعوديون قوة بحرية لإجلائه من عدن إلى سلطنة عمان ومنها إلى العاصمة السعودية الرياض.

• 26 مارس/2015، أطلقت قوات التحالف العربي الذي قادته السعودية عملية عسكرية (عاصفة الحزم)  في اليمن بدأتها بقصف جوي متواصل لمعاقل الحوثيين وقوات صالح.

• 14 أبريل/2015، أصدر مجلس الأمن الدولي  قرارا بإجماع أعضائه الـ 15 برقم 2216، نص على توسيع العقوبات الدولية على معرقلي التسوية السياسية لتشمل نجل صالح وزعيم الحركة الحوثية عبدالملك الحوثي.

• 21 أبريل/2015،  أعلنت وزارة الدفاع السعودية انتهاء عملية عاصفة الحزم، بعد القضاء على الأسلحة الباليستية والثقيلة التي تشكل تهديدا لأمن السعودية، وأعلنت بدء مرحلة جديدة تحت مسمى عملية إعادة الأمل.

• 17 مايو/2015، انعقد  مؤتمر للقوى والأحزاب السياسية اليمنية في الرياض بغية التوصل إلى إجماع وطني بشأن مستقبل الوضع العسكري والسياسي في اليمن.

• 15 يونيو/2015، دعت الأمم المتحدة إلى مشاورات في مدينة جنيف السويسرية لدفع الأطراف اليمنية إلى التوصل إلى اتفاق سلام، لكن هذه المشاورات انتهت قبل أن تبدأ.

• 14 يوليو/2015،  بدأت قوات التحالف بعملية برية في عدن أطلق عليها اسم «عملية السهم الذهبي»، بمشاركة جنود يمنيين وسعوديين وإماراتيين، واستطاعت القوات السيطرة على عدن وأجزاء واسعة من المحافظات الجنوبية للحج والضالع وشبوة وأبين.

• 17 يوليو/2015، انتهت معركة تحرير عدن وتبعتها بقية مدن جنوب البلاد بعد أن دفع السعوديون والإماراتيون إلى عدن بنحو ثلاثة آلاف مقاتل يمني دربوا وسلحوا وأعدوا لهذه المهمة.

وتراجع المقاتلون الحوثيون وقوات صالح شمالا وتساقطت مواقعهم واحدا بعد آخر في محافظات عدن، ولحج، وأبين، والضالع وشبوة وتركزت هجماتهم على مدينة تعز وضواحيها، بينما امتد القتال والكر والفر بينهم وبين خصومهم إلى محافظة إب القريبة.

• 17 أكتوبر/2015، أرسلت السودان دفعتين من الجنود السودانيين إلى عدن.

• فبراير/2016،  تقدمت القوات الحكومية في منطقة فرضة نهم واستعادت السيطرة على معسكر اللواء 312 مدرع بالقرب من العاصمة صنعاء.

• 9 مارس/2016،  أعلنت هدنة على الحدود اليمنية السعودية، بعد تبادل للأسرى، حيث تسلمت السعودية عريف سعودي مقابل سبعة أسرى يمنيين.

• 27 مارس/2016، جرى تبادل للأسرى هو الثاني من نوعه مع السعودية، حيث سلم الحوثيون تسعة أسرى سعوديين مقابل الإفراج عن 109 أسرى من المقاتلين الحوثيين.

• 24 أبريل/2016،  دعمت قوات السعودية والإمارات استعادة المكلا من القاعدة.

• في أوائل أكتوبر/2016، دخلت محافظة صعدة في خط المواجهات البرية لأول مرة عندما تقدمت قوات حكومية من «منفذ البقع» الحدودي مع السعودية ودخلت محافظة صعدة، وسيطرت على مطار البقع المحلي في مديرية كتاف والبقع.

• 8 أكتوبر/2016،  وقع انفجار في مجلس عزاء في جنوب العاصمة صنعاء.

• 20 أكتوبر، بدأت الهدنة السادسة لمدة 72 ساعة في اليمن التي أعلنها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.

أسباب تأخير حسم المعركة بحسب العميد عمرو العامري:

1 أهمها الأسباب الداخلية المتعلقة باختلافات الأحزاب السياسية اليمنية، مما أخر تحرير تعز مثلا

2 اختلاف اليمنيين على كثير من القضايا الداخلية

3 تفادي قوات التحالف للخسائر البشرية والمادية من محاولة دخول صنعاء مباشرة واستهدافها خاصة وأن العاصمة محاطة بظروف طبيعية وبحزام من الألغام، مما قد يؤدي إلى خسائر بشرية بأهل صنعاء

4 تراخي المجتمع الدولي في دعم الشرعية والضغط على الانقلابيين، رغم اعترافه بشرعية حكومة الرئيس هادي، ورغم الخروقات الدولية للحصار الحوثي على المحافظات اليمنية