عبدالله المزهر

الفضائيون الأشرار.. المؤامرة المكشوفة!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

السبت - 23 سبتمبر 2017

Sat - 23 Sep 2017

وإن كنتم ـ أو بعضكم ـ لا تعرفون يودا فهو أحد أسياد الجيداي الأقوياء والأخيار في حرب النجوم. وهو الشخصية الوحيدة في السلسلة التي ليس لها اسم كامل، وتفاصيل حياته مجهولة. فلم يتم إيضاح فصيلة يودا أو موطنه أو أصله في أي من أدبيات حرب النجوم الرئيسية.

هذا ملخص ما وجدته بعد البحث عن هذه الشخصية لأني لم أتابع سلسلة حرب النجوم ولا أحب هذه العينة من الأفلام.

وبعد سنوات طوال من اختفائه وبعد أن أصبحت سلسلة حرب النجوم تاريخا ظهر يودا في المكان الذي لا يمكن لأي مخلوق فضائي ـ ولا أرضي ـ أن يتوقعه، ظهر في منهج دراسي في السعودية. وأشعل حربا أخرى لا تختلف تفاصيلها كثيرا عن حرب النجوم، لكن المشكلة أن المتابع للحرب الجديدة لا يستطيع أن يتبين على وجه الدقة من هم الأخيار ومن هم الأشرار فيها.

وكأي حدث وأي قضية من قضايانا، يتم تجاهل أصل القضية وفصلها وتصبح مثل يودا لا يعرف لها أصلا ولا فصيلة، وتتفرغ الكائنات المتصارعة حول القضية إلى تصفية الحسابات والحديث عن المؤامرات، والجديد في مؤامرات هذه القضية هو مشاركة الكائنات الفضائية للمرة الأولى. وهذا تطور جيد وفيه تغيير لأجواء الاتهامات بالتآمر الأرضي التي أصبحت مستهلكة إلى حد ما.

تحميل الوزير مسؤولية الخطأ والمطالبة بإعفائه تشبه إلى حد ما تحميل رئيس النادي مسؤولية «فهاوة» مدافع الفريق الذي يتسبب في هزيمة فريقه. الوزير تكمن مسؤوليته في محاسبة المخطئ، أو المهمل ثم إيضاح الحقيقة للناس، وعدم تكرار الخطأ والقضاء على الأسباب التي أدت لحدوثه. وزارة التعليم يجب أن تكون وزارة بعيدة عن كل صراعات التيارات وتصفية الحسابات، وعدم إخراجها من هذه الدوامة يعني أن التعليم لن يتجاوز الخطوة الأولى حتى يرث الله الأرض ومن عليها. من المهم أن تكتمل خطة تعليمية واحدة فقط، فقد مل الناس والكائنات الفضائية من العودة لنقطة البداية في كل مرة، وتغيير الوزير ومن ثم الخطط والبرامج أكثر من تغيير المدربين في أنديتنا.

وكذلك فإن الدفاع عن الوزير لمجرد أن التيار الآخر يهاجمه سلوك مشجعي كرة قدم وليس سلوك مثقفين و»متنورين».

وعلى أي حال..

من المهم ألا نستبعد كل الاحتمالات، قد تكون مخلوقات فضائية بالفعل هي من وضعت صورة يودا في مناهج التعليم السعودية، في محاولة منها لإقناعنا بأننا لسنا وحدنا في هذا الكون، وهو الأمر الذي تحاول مناهجنا التعليمية إقناعنا به طوال العقود الماضية.

@agrni