الرؤية الحكيمة والنهج القويم أسسا دولة حضارية قوية بمجتمع متماسك

الجمعة - 22 سبتمبر 2017

Fri - 22 Sep 2017

إن اليوم الوطني الذي يحل في ذكراه المجيدة السابعة والثمانين، مناسبة غالية يستذكر فيها أبناء هذه البلاد المباركة الملحمة التاريخية التي صنعها المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- والمنجزات العظيمة التي تحققت في العهد الميمون من خلال مسيرة النهضة على يد المؤسس، والتي سار عليها أبناؤه الملوك من بعده برؤية حكيمة ونهج قويم أسس دولة حضارية قوية توحدت تحت راية التوحيد الخالدة، وبنت مجتمعا متماسكا تسوده المحبة والوئام في وحدة وطنية تشهد عاما إثر عام نهضة وتطورا وتنمية شاملة.

ويسرني أن أتقدم بخالص التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ولولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان وللشعب السعودي العزيز، بمناسبة ذكرى اليوم الوطني السابع والثمانين الذي تتجسد فيه صور من ذكريات المجد وملاحم الشموخ التي صنعها الأجداد وأكمل تشييدها الأحفاد، نتأمل فيها إنجازات متميزة يخلدها التاريخ لهذا الوطن الغالي الذي شرفه الله عز وجل بخدمة دينه واحتضان الحرمين الشريفين. فالإنجازات التي تحققت في المملكة منذ التأسيس حتى الآن عظيمة وأسهمت في تحقيق سبق كبير في الصعود الحضاري بما سجلته من مكاسب تنموية وحضارية جعلتها في مصاف الدول المتقدمة.

وفي احتفالنا نستذكر اللفتة الذكية والمرامي البعيدة للملك عبدالعزيز -رحمه الله- حينما التفت مباشرة إلى إنسان هذه الأرض ونظر إلى السبل الكفيلة بجعله مواطنا يفخر بالانتماء إلى السعودية، فأسس اللبنات الأولى في وقت مبكر بعد أن اطمأن إلى استتباب الأمن في بلاده، حيث أنشأ المديريات والوكالات المتخصصة، وهي النواة الأولى للوزارات الحديثة، واهتم بالتعليم لأنه البذرة الحقيقية للنهضة فأمر بإنشاء المدارس في وقت مبكر، وعني بانتشار التعليم في مختلف مناطق المملكة.

وإذا نظرنا حولنا الآن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، سنجد أن المملكة استجابت للواقع العالمي وتجاوبت مع المتغيرات الحديثة التي يعيشها العالم اليوم بالرؤية الواقعية للبناء الحضاري والتنموي، ومن أبرز أسس البناء الحديث، إيجاد مصادر جديدة للاقتصاد السعودي، وعدم الوقوف عند النفط كمصدر وحيد للدخل الوطني، من خلال رؤية الوطن 2030 لمهندس التطوير الأمير محمد بن سلمان، وهي رؤية إبداعية لنهضة شاملة تجعل من المملكة أشد متانة وأكثر تحديثا ومواءمة للحياة العصرية، وتستثمر في الإنسان باعتباره الثروة الوطنية التي لا تقدر بثمن، وهناك مبادرات وخطط وأهداف نتج عنها مشروعات ضخمة كفيلة بأن تحقق ما تصبو إليه القيادة الحميمة من جعل المملكة منافسة للدول المتقدمة في شتى المجالات.

وفي هذه الذكرى المجيدة للمملكة العربية السعودية تختلج في نفس كل سعودي مجموعة من المشاعر الجميلة التي استقرت في نفسه منذ طفولته؛ ومن أبرز المشاعر التي يحس بها أبناء هذا الوطن مشاعر الألفة والتقارب والمحبة والتماسك، فجميع أبناء الوطن يربطهم رباط الأخوة والتآلف، وجميعهم يفاخرون بحكام مملكتهم وجميعهم يرون كيف استحالت هذه البلاد إلى مملكة غنية بخيراتها متميزة بأبنائها.

وقد سعت قيادتنا الحكيمة بكل السبل والإمكانات للارتقاء بالوطن وأهله إلى أفضل المستويات في دفع عجلة التنمية وازدهار الاقتصاد وتحقيق الحياة الرغيدة والعيش الكريم لأبناء هذا الوطن وبناته، وتعزيز مكانة المملكة دوليا من خلال قاعدة متينة جعلت بلادنا تحظى بالاهتمام والتقدير العالمي على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية.

عواد بن صالح العواد - وزير الثقافة والإعلام