عبدالله محمد الشهراني

الحرم والوصول الصعب

الأربعاء - 20 سبتمبر 2017

Wed - 20 Sep 2017

«يا حظكم يا أهل مكة» أكرمكم الله بجوار بيته حيث الصلاة فيه بمائة ألف صلاة، يقولها لي أحد الأصدقاء من مدينة المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، سألته مباشرة متى آخر مرة صليت في الحرم النبوي (قلت أتغدى به قبل ما يتعشى بي.. مباغتة مكاوية) فالسؤال محرج، أجاب: أصلي ولله الحمد في المسجد النبوي معظم الفروض. يوميا؟، نعم بصفة يومية، ففي المدينة المنورة يمكنك أن تلحق بالصلاة إذا توضأت أثناء الأذان وخرجت من المنزل مباشرة بعد انتهائه، فتتوجه إلى مواقف السيارات تحت الحرم النبوي لتصعد مباشرة إلى الساحات، هكذا وبكل بساطة يستطيع سكان المدينة المنورة الوصول إلى الحرم النبوي.

لم يعد من السهل بالنسبة للمكيين أن يصلوا في المسجد الحرام، ففي الأمر مشقة حقيقية ومخاطرة يمكن أن ينتج عنها سحب السيارة من قبل المرور أو غرامة (قسيمة) على أقل تقدير، مع ما يترتب على ذلك من ضياع للوقت والجهد والمال!. فالوصول إلى الحرم يعني أن تترك سيارتك في مكان بعيد ثم تستقل سيارة أجرة لا «عداد» يعمل فيها ولا تسعيرة عادلة ينطق بها سائقها، أو أن تضع سيارتك في أحد الأحياء القريبة من الحرم في مواقف لم تعد مجانية كما كان الأمر من قبل. تركن السيارة ثم تخوض مغامرة جديدة لكي تدفع الرسوم، فالأجهزة المتاحة بالمواقف لا تقبل إلا النقود المعدنية (دائما خليك جاهز بصرة من الدنانير)! . وأجهزة أخرى لا تقبل إلا عشرة ريالات جديدة (مثل اللي تستخدم للعيدية!)، وبعد كل هذا العناء أمامك خياران: إما المشي لمسافة من 2 إلى 3 كيلومترات أو أن تستقل سيارة أجرة (العودة إلى المربع الأول). والحل الآخر هو أن تذهب إلى أحد الفنادق المجاورة للمسجد الحرام (هذا إن كان الطريق المؤدي للفنادق مفتوحا بطبيعة الحال)، فتضع السيارة في المواقف السفلية لتلك الفنادق مقابل تكلفة باهظة للساعة (وهذا إن وجدت موقفا أصلا، فالغالب تكون ممتلئة).

أعلم جيدا أنه من الصعب الآن إنشاء مواقف مجاورة للمسجد الحرام، ومشروع المترو يتطلب وقتا طويلا حتى يبدأ، لذلك أقترح أن تبقى منطقة كدي بنفس طريقة تشغيلها في رمضان، والتي تحتوي على موقف كبير للسيارات، فقط كل ما نحتاجه باصات ترددية shuttle buses تنقل المصلين بين الحرم المكي الشريف ومواقف السيارات، تتحرك في مسار مخصص لها فقط، بالضبط كما هو الحال في شهر رمضان. وما يميز الفكرة أيضا في حال تطبيقها هو تقليل الضغط والاختناقات المرورية حول الحرم، لأن أغلب المصلين سوف يتوجهون إلى الموقف الجديد بدلا من البحث عن مواقف قريبة من الحرم.

هل عرفت الآن يا صديقي «المدني» معاناتنا؟

لذلك وشفقة بنا، لا تسأل مرة أخرى «متى آخر مرة صليت في المسجد الحرام!؟».

1 أقترح أن تبقى منطقة كدي بنفس طريقة تشغيلها في رمضان

2 كل ما نحتاجه باصات ترددية تنقل المصلين بين الحرم المكي الشريف ومواقف السيارات

ما يميز الفكرة أيضا في حال تطبيقها:

تقليل الضغط والاختناقات المرورية حول الحرم

أغلب المصلين سوف يتوجهون إلى الموقف الجديد بدلا من البحث عن مواقف قريبة من الحرم

ALSHAHRANI_1400@