أحمد صالح حلبي

سيدي المعلم.. شكرا

الأربعاء - 20 سبتمبر 2017

Wed - 20 Sep 2017

بدأ العام الدراسي الجديد‏،‏ وبدأ معه الطلاب والطالبات استعداداتهم للسير عبر مسار التعليم‏ وتحقيق الأمل في الخروج نهاية العام بتحصيل علمي ومؤهل دراسي وزيادة في العلم والمعرفة، ويقف المعلمون والمعلمات بقلوبهم المفتوحة محبة للطلاب والطالبات، قبل أبواب فصولهم، حاملين بأيديهم مشاعل النور والعون والدعم، مقدمين علما نافعا وتربية صالحة ونورا يضيء الطريق.

وإن كان ثمة من أساء للمعلمين والمعلمات بنكات انطلقت ورسوم وضعت بعد أن منحوا إجازة سنوية طويلة، فليتهم يعرفون كيف رفع الإسلام منازل المعلمين والمعلمات وقدر جهودهم وظفروا بالدرجات العليا في الدنيا والآخرة، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم «إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت في جوف البحر ليصلون على معلم الناس الخير»، وقال لأبي ذر «يا أبا ذر لأن تغدو فتعلم آية من كتاب الله خير لك من أن تصلي مئة ركعة، ولأن تغدو فتعلم بابا من العلم عمل به أو لم يعمل به خير لك من أن تصلي ألف ركعة». وسما الله سبحانه بدرجات العلماء فقال «شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم».

وعلى المعلمين والمعلمات أن يعرفوا أن نظرات الحب والاحترام والإكبار، تصلهم من الجميع، وأن من يسيء لهم إنما يسيء لنفسه، فهم من نفخر بهم وبدورهم في المجتمع.

ولست بالمدافع عن المعلمين والمعلمات، لكني أقول إن هؤلاء هم من علموني كيف أكتب وماذا أقول، ومن يسيء إليهم بالنكات لطول إجازتهم، ليته يتذكر كيف كان في طفولته وصباه، يوم لم يكن يعرف مسك القلم ولا كتابة الاسم.

وقبل أن يسعى لكيل النكات للإساءة للمعلمين والمعلمات، هل بمقدوره محو دمعة طالب بالصف الأول ابتدائي، غاب أبوه عنه؟ وهل بمقدور أي منهم غسل ملابس طالب اتسخت؟

إن المعلم الذي خاض مواد تعليمية وأخرى تربوية، يدرك أنه إنسانا محسودا على عمله، فما زالت هناك فئة تنظر إليه نظرة ازدراء واستصغار ولا تعترف بفضله عليها.

ورجائي من المعلمين والمعلمات أن يتجاهلوا كل من يسيء إليهم، فرسالتهم نبيلة وعملهم عظيم ومساهماتهم في بناء مجتمع واع ومثقف واضحة، فلا يتخلوا عن رسالتهم ويسيروا خلف جاهل حاقد بنكاته أو طفل يشخبط بقلمه.

وأدعو المعلمين والمعلمات أن يعملوا على تقديم العون التربوي للجميع، فرسالتهم تربوية قبل أن تكون تعليمية، ولن تصلح التربية إذا غاب الدعم الحقيقي لها.

ومن يعتقدون أن دور المعلم مقتصر على التلقين أو الشرح دون الإسهام في التربية، فقد جانبهم الصواب، فالعملية التربوية عملية أخلاقية، والأخلاق تنطلق من قيم ثابتة وأساسية مرتبطة بالإنسان وتدعو إلى الإخلاص والتقوى والعمل الصالح.

وفي الختام، أقول للمعلمين والمعلمات، بكم يطمئن المجتمع ويسعد ويستقر ويتماسك، فالعلم نبض قلوب الحياة وشعاع المصابيح التي تضيء الدروب.

[email protected]