أحمد الهلالي

درة شعوب الأرض!

الثلاثاء - 19 سبتمبر 2017

Tue - 19 Sep 2017

هنيئا لهذه البلاد وعي شعبها، الذي يثبت في كل لحظة وأخرى أنه أكبر وأعمق انتماء لأرضه وولاء لقيادته، تتحطم على صلابة تمسكه بوطنه ووحدته كل محاولات الأعداء ومخططاتهم، حتى أصبح مضرب مثل في وطنيته واستحالة اختراقه.

كانت العاطفة الدينية والطرح الأممي نقطة ضعف الشعب الطيب، نفذ منها مرتزقة الإسلام السياسي، واجتذبوا إليهم بعض السذج المتحمسين عاطفيا لدعاواهم، لكن اكتشاف حقيقتهم نمّى الوعي الاجتماعي حتى استطاع ردم هذه النقطة، فلم تعد منفذا لطرحهم الماكر الخبيث، وأجندتهم العارية.

حاول الأعداء مرارا أن يقف المجتمع في وجه قيادته، بل وصل بهم الأمر إلى التحريض على حمل السلاح، لكنهم خابوا وخسروا، فتقزمت مطالبهم إلى الاعتصامات (السلمية) زورا، اعتراضا على استدعاء وتأديب بعض المتشددين المنحرفين فكريا، والحقيقة أنها ليست من أجلهم، بل سعيا إلى إثبات استطاعتهم اختراق الشعب، لكن الخيبة كانت النتيجة الوحيدة.

عاد المرتزقة وشذاذ الآفاق إلى قراءة المشهد من جديد، فأملوا وجود ضالتهم في قضايا السكن والبطالة والفقر، فعزفوا على كل هذه الأوتار، وبدا لهم أنها المنفذ الحقيقي، فتآمروا وخططوا واستخدموا كل أدواتهم دفعة واحدة، لكنها (جميعا) احترقت، وذرتها رياح الوعي رمادا في أعين المتآمرين، لينقلب المشهد إلى احتفالية وطنية كبرى شهدها يوم 15 سبتمبر 2017، وتفنن الشعب فيما يسمونه (الطقطقة) على دعاة العدوان، ساخرين من غبائهم الذي لم يستوعب أنهم يتعاملون مع شعب ذكي جدا، لم يعد يستقي وعيه وفهمه للعالم والوجود من مصدر يتيم.

تنامى وعي المجتمع حين انفتح على العالم، واستخدم أدوات المقارنة والقياس، فانعتاقه من أطروحات مشايخ الصحوة (المصدر الرئيس) لنظرته للعالم والوجود، وتحرره من قيود الاطلاع والمعرفة، وانعتاقه من الطرح الموجه الممنهج، وتحرر العقل الجمعي من سطوة العاطفة، وإيمانه بصدق توجه الدولة وخطواتها العملية نحو الإصلاح الحقيقي، كل هذا أدى إلى إيمانه بوطنه، واستماتته في الدفاع عنه،حتى صرنا نقرأ لبعضهم شرح معاناته الخاصة وبؤسه، ثم يذيلها بقوله «لكن الوطن وقيادته خط أحمر».

أحرق هذا الوعي كل محاولات الاختراق، وأصبح مصدر فخر لنا جميعا، فهو يثبت عمليا مقولة الأمير نايف ـ يرحمه الله ـ «المواطن رجل الأمن الأول»، ويثبت عمق التلاحم بين الشعب والقيادة، ويثبت أن هذا الشعب الأبي الطموح لن يرضى أن يكون خارج منطقة الفعل العالمية، فتباشير هذا التوجه تتجلى في انصراف الجيل الحديث إلى (العقل) أكثر من أي أمر آخر.

ahmad_helali@

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال