بافقيه: الحج هو الحبل السري للأمة و«الرأسمال الرمزي» أشغلني عن التفاصيل

الاثنين - 18 سبتمبر 2017

Mon - 18 Sep 2017

6
6
تفاعل لافت شهدته سلسلة مقالات الناقد والباحث حسين بافقيه والمعنية بـ «الحج وخطاب النهضة» والتي نشرت تباعا في 18 حلقة منذ 27 ذي القعدة حتى 14 ذي الحجة 1438 في صحيفة مكة.

واستقطبت السلسلة اهتمام من بدا أن بافقيه نجح في الوصول بمقالاته إليهم من خلال تجربة كتابية سعى فيها إلى تجاوز التفاصيل لصالح المعاني واستحضر من أجلها 15 مفكرا لإعادة كتابة تجربتهم في سياق الحج، الذي بدوره تعامل معه بافقيه بوصفه تجربة حضارية.

ورغم أن الكثير ممن استدعاهم الباحث والناقد السعودي انخرطوا في خطاب النهضة، غير أن العنوان الذي اختاره للسلسلة لا يرتبط بتلك الحقبة التي طبعت القرن التاسع عشر العربي، بل بالحج بوصفه نهضة أولى مبكرة ومستمرة، وسوقا للأفكار التي تأتلف في الحج على الرغم من اختلافها.

«كان يهمني في كل تلك المقالات الرأسمال الرمزي للحج، عنيت بهذه القيمة وسعيت إليها ولم أقف كثيرا عند التفاصيل»، كما يقول حسين بافقيه الذي يمثل على ذلك بالمعنى الذي وقف عنده الحج لدى مفكرين عدة.

ويضيف «الحج عند مفكر نهضوي كالدكتور محمد حسين هيكل شعيرة دينية وخطاب نهضة فكرية، وعند الشيخ حمد الجاسر رأسمال رمزي للجزيرة العربية، ولدى عبدالهادي التازي علامة وجود لهذه الأمة».

ويرى نقاد أن ما طرحه بافقيه في هذا السياق ليس مجرد تأريخ للمتن السردي عن الحج في فترة محددة فحسب، بل هو رصد معرفي عميق، استحق أن يعد باحثه «مؤرخا ثقافيا بجدارة»، بحسب الناقد سعيد السريحي في تغريدة له حول السلسلة.

المقالات لا تنقل قارئها إلى حيث المعلومة الجاهزة والمنقحة فحسب، بل تورطه في عملية تفكير مستمر وتحليل عميق، إذ عمد بافقيه إلى إشراك المتلقي في تفسير المعلومات، عبر طرح تساؤلات تخلق مجالا لفهم السياق العام الذي ورد فيه الحديث عن الحج.

وبينما يؤكد البعض أن تلك المقالات تعد نواة عميقة لمن أراد التوسع في مجال الدراسات النقدية في الحج، يرى آخرون أنها تمد القارئ بمعجم رصين ومشذب، كما أنها تعطي فرصة للمناقشة بإيجاب وربما المعارضة، حيث تجد رأي بافقيه واضحا وجليا في كثير من المواطن.

وعن سبب اختياره الكتابة في هذا المجال، يقول بافقيه «اخترت الكتابة عن «الحج وخطاب النهضة» رجاء أن يستبين لي مقدار ما للحج من أثر جليل في تكوين الثقافة الإسلامية، ذلك أن المسلمين لم يكونوا يحسون أنهم ينتمون إلى أمة واحدة، إلا إذا وفدوا إلى الديار المقدسة، وكانت مكة المكرمة والمدينة المنورة معبرتين عن هذه الوحدة وتلك الثقافة».

وعما إن كان أحد الباحثين سبقه إلى جمع تلك الكتابات الأدبية المعنية بالحج وخطاب النهضة، يقول «تبرز في حقل أدب الحج وثقافته أسماء جلة من العلماء والباحثين، على أن من أهمهم عندي الشيخ حمد الجاسر في المشرق والدكتور عبدالهادي التازي في المغرب، وثَمَ باحثون اشتغلوا على موقع الحج في المجتمعات الإسلامية، يعجبني منهم الباحث الموريتاني الدكتور حماه الله ولد السالم، لا سيما في بيان موقع الحج في ثقافة بلاد شنقيط وبلدان جنوب الصحراء».

وعن تصنيف العمل على أنه أنطلوجيا لأدباء النهضة والحج يقول بافقيه «ربما، لكنني معني منذ كنت رئيسا لتحرير مجلة الحج والعمرة بتبيان موقع الحج في ثقافة المسلمين، وأن الحج وأن مكة المكرمة والمدينة المنورة بمنزلة «الحبل السري» للأمة الإسلامية». فـ»لولا الحج» كما يقول بافقيه، «ما كانت هذه الأمة».

شخصيات سلسلة «الحج وخطاب النهضة »

ابن جبير الأندلسي

حمد الجاسر

أحمد شوقي

أحمد السباعي

طه حسين

يحيى حقي

جمال الغيطاني

محمد السنوسي

سليمان فيضي

محمد رشيد رضا

عبدالوهاب عزام

محمد حسين هيكل

رفيع الدين المراد آبادي

عبدالهادي التازي

عبدالوهاب الطريري.