التواصل الحضاري يؤسس لنظرية بديلة لصراع الحضارات بمشاركة 56 دولة

الاحد - 17 سبتمبر 2017

Sun - 17 Sep 2017

اختتم أمس في نيويورك المؤتمر الدولي الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي بعنوان «التواصل الحضاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي»، بمشاركة منظمة الأمم المتحدة، وحضور 450 عالما ومفكرا يمثلون 56 دولة، وكبرى المؤسسات الفكرية والثقافية الإسلامية والأمريكية، واستغرقت فعالياته يومين.

الخلاف سنة إلهية

وافتتح أمين عام الرابطة الدكتور محمد العيسى المؤتمر أمس الأول بكلمة أكد فيها أن للتواصل الحضاري بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة تاريخا ممتدا في التبادل والتعاون الإنساني، مشيرا إلى أن هذه العلاقة الحضارية كشفت الخطأ الفادح لنظرية صدام الحضارات المبنية على إثارة نعرة الكراهية والعنصرية، وهو مزلق يتجه نحو انحدار خطير للعقل البشري من واقع رفضه للآخر بدافع من التشاؤم أو الكراهية أو خلل التصور.

وأفاد أن رابطة العالم الإسلامي تحمل رسالة إنسانية عالمية تدعو فيها للتواصل لخدمة الإنسانية جمعاء مع ترسيخ الوعي بأن الاختلاف والتنوع والتعددية سنة إلهية، وما لم نؤمن بهذه السنة الإلهية فإن البشرية ستكون في صراع دائم.

التصدي للإسلاموفوبيا

ومن جهته دعا أمين عام منظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف العثيمين في كلمته إلى التصدي للإسلاموفوبيا والعنصرية وكراهية الأجانب من خلال اعتماد منهج شامل للحوار بين أمريكا والشعوب الإسلامية؛ مشددا على أهمية التركيز على العوامل المشتركة بين الأمتين للتأسيس لحوار مفيد للطرفين.

ريادة سعودية

كما ألقى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس كلمة أكد فيها أن الأصل الإنساني المشترك بين الناس يدعوهم للابتعاد عن التفرقة فيما بينهم والركون للسلم والحوار. وأكد ريادة المملكة في مجال التواصل الحضاري وداعيا لنشر هذه الثقافة في كافة البلدان لتعزيز قيم العدل والمساواة بين البشر.

50 مليون مسلم أمريكي

وبدوره أبان الأمين العام للمجلس العالمي لقادة الأديان بالأمم المتحدة ياوا جاين في كلمته أن السعودية أكثر دولة تحرص على مصلحة المسلمين في شتى بقاع الأرض. ولفت النظر إلى أن عدد المسلمين بالولايات المتحدة سيتجاوز 50 مليون نسمة عام 2050، وعلى الجانبين مشاطرة مخاوفهم وقلقهم بين بعضهم بعضا، لتذليل كافة العوائق التي من شأنها عرقلة التنمية في العالم.

قواسم مشتركة

أما أمين عام مجلس الأديان العالمي من أجل السلام وليم فندلي فأشاد بجهود الرابطة، مؤملا أن يستمر التنسيق بين كافة الأطراف لترسيخ السلام في العالم، مشددا على أن الحضارات العظيمة لا تنبع إلا من أديان عظيمة، وهذا أحد أكبر القواسم المشتركة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي.

ثقافة التسامح

ومن جهته شدد رئيس هيئة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالإمارات الدكتور محمد الكعبي على أن الصراعات التي يشهدها العالم اليوم تستوجب اتخاذ إجراءات حاسمة لتعزيز الحوار ونشر قيم الحب بدلا من الحرب، وإحلال ثقافة التسامح والتعايش محل العداوة والبغضاء.

أبرز المشاركين في المؤتمر

• الدكتور محمد العيسى أمين عام رابطة العالم الإسلامي.

• الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين أمين عام منظمة التعاون الإسلامي.

• الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.

• عبدالله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة.

• الدكتور محمد الكعبي رئيس هيئة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالإمارات.

•الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر في مصر

• باوا جاين أمين عام المجلس العالمي لقادة أتباع الأديان بالأمم المتحدة.

• وليم فندلي أمين عام مجلس الأديان العالمي من أجل السلام.

• سوزان كوك سفيرة الولايات المتحدة للأمم المتحدة للحريات الدينية.

إضاءات

• جاين: المرحلة تتطلب الانتقال من مرحلة قبول الآخر لمرحلة احترام الآخر

• فندلي: تكاتف أبناء الأمتين الإسلامية والأمريكية كفيل بدحر قوى الشر

بن بيه:المملكة تحمل كل القيم الإنسانية التي تؤهلها لقيادة العالم الإسلامي

• السديس: نشر ثقافة التواصل الحضاري يعزز قيم العدل والمساواة بين البشر

• العثيمين: نحتاج لمنهج شامل للحوار بين أمريكا والشعوب الإسلامية

• الكعبي:الصراعات المذهبية والعرقية تشكل تهديدا حقيقيا للتواصل الحضاري