قرى إيطالية مهددة بالزوال

السبت - 16 سبتمبر 2017

Sat - 16 Sep 2017

nnnnnnnu0645u062fu064au0646u0629 u0633u064au0641u064au062au0627 u062fu064a u0628u0627u062cu0646u0648u0631u064au062cu064au0648   (The New York Times)
مدينة سيفيتا دي باجنوريجيو (The New York Times)
تقع مدينة سيفيتا دي باجنوريجيو بإيطاليا على مسافة ساعتين من روما، فمن بعيد يرى الزائر مدينة جميلة تجلس فوق قمة جبلية.

وبحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية يعود تاريخ البناء المعماري في المدينة إلى أكثر من 2500 سنة. وكانت مزدهرة في العصر الروماني خلال أواخر العصور الوسطى، ولكن بعد وقوع زلزال مدمر عام 1695 فر معظم السكان إلى أرض منخفضة، وبحلول نهاية الحرب العالمية الثانية، غادر جميع سكانها تقريبا بحثا عن عمل في المدن المجاورة أو في الخارج، وعلى مدى نصف القرن الماضي أصبح عدد سكانها 10 أشخاص أو أكثر قليلا.

والمدينة لا تحتوى على أي صيدلية أو مدرسة أو مستشفى ولا أي شيء من الضروريات التي تشجع على العيش في المنطقة فقط نزل قديمة وعدد من المطاعم الصغيرة.

وهذا حال أغلب القرى الإيطالية الصغيرة، فوفقا لتقرير جمعية البيئة الإيطالية 2016، هناك نحو 2500 قرية ريفية شبه مهجورة بها عدد قليل من السكان، فأغلب القرى نزح أهلها بسبب كوارث مختلفة، وعديد من السكان هاجروا خلال موجات الهجرة في أواخر القرن الـ20. أغلب هذه القرى يعمل سكانها كمزارعين وتجار وحرفيين ورعاة.

وموت هذه المدن والقرى لا يقتصر على السكان فقط، بل أيضا على التقاليد والمهارات الفريدة المرتبطة بكل مكان، فضلا عن المناظر الطبيعية.

وعلى الرغم من أن هذه المدن تمثل جوهر التاريخ الإيطالي والتقاليد الحرفية في البلاد، إلا أن الحكومة لم تساعد في الحفاظ عليها، ويعود الجهد على السكان المحليين - المواطنين ورؤساء البلديات - في محاولة لتغيير مصيرهم في كثير من الأحيان، من خلال أساليب مبتكرة وبعض الأساليب حزينة فعلى سبيل المثال، واحدة من القرى تعود إلى العصور الوسطى في توسكانا، براتاريتشيا، باعت نفسها على موقع أي باي مقابل 3.1 ملايين دولار منذ سنوات عدة. وفي كالابريا، وقع رئيس بلدية سيليا ـ يبلغ عدد سكانها نحو 530 شخصا ـ مرسوما يحظر الموت والمرض في مدينته، بينما قدم عمدة بورميدا في ليجوريا عرضا موقتا على صفحته على الفيس بوك بأن أي شخص ينتقل للعيش في المدينة سيأخذ مبلغ 2,100 دولار.

أما مدينة سيفيتا دي باجنوريجيو فتنظم رحلات سياحية للسياح بمبالغ رمزية للدخول، يصل عددهم إلى 500 شخص في اليوم الواحد، وهي لا تحتوى على أي مقاه فاخرة، فقط تقدم الأجواء الحميمية للزوار، ولكن تآكل الأراضي والمنازل يهدد هذه القرية وغيرها بالزوال.