هل نقول وداعا للنت؟

السبت - 16 سبتمبر 2017

Sat - 16 Sep 2017

تداولت معظم المواقع الالكترونية قبل أيام، وبعض وسائل التواصل الاجتماعي خبرا عن قنبلة تستعد كوريا الشمالية لإطلاقها، وهذه القنبلة -كما قرأت- تعتبر هي الجيل الأخير والأخطر في القنابل النووية الكهرومغناطيسية، وتعد من أخطر ما يهدد العالم اليوم، لأنها من الأسلحة التي لا تهاجم ضحاياها من البشر، بقدر ما تهاجم كل منتجات الحضارة الحالية من تكنولوجيا اتصالات، بحيث يمكن أن يتحول الكمبيوتر بين لحظة وأخرى إلى قطعة صماء كالحجر. وتتسبب هذه القنبلة أيضا في إتلاف وتعطيل كل وسائل الاتصالات.

وهذا يذكرنا بحديث رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- حيث أخبر في الأحاديث الشريفة التي تتحدث عن الإمام المهدي الذي سيظهر في آخر الزمان، أن الحروب سوف تكون بالسيوف والنبال وسوف يستخدم الناس فيها الوسائل البدائية والأسلحة القديمة.

لقد تغير العالم منذ بداية ظهور شبكة الانترنت، وتيسرت بعض الأمور التي كانت صعبة أو مستحيلة، فكيف ستصبح حياتنا من غير الانترنت؟ فقد تعودنا على استخدامها للحصول على المعلومات السهلة والسريعة التي عادة ما تكون عميقة، بل وأحيانا سطحية، ولكن إذا اختفت الانترنت فسنعود إلى الكتب والمجلات والموسوعات العلمية والمراجع لتمدنا بالمعلومات بدقة متناهية، وتزيد في بناء ذاكرتنا الثقافية وتزيد من حصيلتنا اللغوية والفكرية وتنير عقولنا. شبكة الانترنت تهدر الوقت وتقتله عندما ندخل على برامج لحل مشكلة، أو رد على اتصال مهم ستجد نفسك تدخل في برامج أخرى وواحد تلو الآخر، حيث تجذبك العبارات والصور وتأخذ من وقتك كثيرا.

لا شك أن اختفاء الانترنت سوف يؤثر على كثير من الأعمال والوظائف في معظم الشركات التي تعتمد عليها ووسائل الاتصال الأخرى لأداء وظائفها وللتواصل مع موظفيها.

وهناك شركات تعتمد اعتمادا كليا على الانترنت في تسويق منتجاتها، وأعتقد بأن فقدان الانترنت سيؤدي إلى فقدان الوظائف وسيسهم في خسارة كثير من الشركات، وسوف يتسبب في زيادة نسبة البطالة ما لم يتم إيجاد حل بديل يحل مكان الانترنت، هذا إذا صدقت كوريا في تهديدها.