من خطب الجمعة

الجمعة - 15 سبتمبر 2017

Fri - 15 Sep 2017

الخلق الأكمل

«من أجمل ما يحدثه الحج أن يكون الحاج، وقد عاد إلى أهله ووطنه، متصفا بالخلق الأكمل والشيم المرضية والسجايا الكريمة، فمن عاد من الحج بهذه الصفات الجميلة فقد استفاد من الحج وآثاره، والحذر من الذنوب بعد أن أدى مناسكه كما قال الله تعالى (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا)، وللحج المبرور علامات على القبول، منها الزهد في الدنيا، والبعد عن المعاصي، والرغبة في الآخرة، فالحاج منذ أن يلبي حتى يقضي حجه وينتهي فإن كل أعمال الحج ومناسكه تعرف بالله تعالى، وتذكر بحق الله تعالى، ومن فاته الحج ليستدرك ما فاته من الخير بالتوبة إلى الله والإقلاع عن الذنوب، ففي الحديث عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: إن الله - عز وجل - يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها.

صلاح البدير - الحرم النبوي

السلام الحقيقي

«حاجة الإنسانية إلى السلام غريزة فطرية وضرورة بشرية، فقد كان العالم قبلُ تحكمه العصبية القبلية، يشعلون الحروب لقرون طويلة من أجل ناقة أو نيل ثأر ويهدرون في ذلك الدماء ويقيمون العداوات، فجاء الإسلام وعني عناية فائقة بالدعوة إلى السلام ونبذ الحروب والنزاعات، ورتب على ذلك عظيم الأجر والجزاء وانتشل الإنسانية من أوهاق البغضاء والشحناء إلى مراسي التوافق والصفاء والسلم والوفاء، ودلت وقائع السيرة النبوية والفتوحات الإسلامية على أن الدعامة الأولى والأساس لانتشار الإسلام الدعوة بالحسنى والموعظة البليغة والكلمة الطيبة، حتى في أوقات الحرب والقتال، ومن الفرى التي ألصقت بالإسلام دون إرواء أو إحجام وكانت مثار التوجس والخوف منه اتهامه بالإرهاب والسيف والعنف والظلم والحيف، وتلك أكذوبة ظاهر عوارها ويفندها أوارها، والإسلام كان ولا يزال وسيظل في علو وانتشار وانتصار وازدهار لأنه دلف إلى القلوب بالحكمة والموعظة الحسنة والمعروف لا بالغلظة والحتوف، والسلام الحقيقي والأمن المجتمعي لا يكون بانعدام التوتر بين الأفراد والبلدان، بل بتحقيق العدالة فيما بينهم، فلن يسود السلام هذا العالم إلا بإقامة العدل وإعطاء كل ذي حق حقه»

الشيخ عبدالرحمن السديس- الحرم المكي